نتنياهو يتعامل مع سورية كطفل وبجنون وصبر ترمب ينفد وفقًا لمصادر في البيت الأبيض

خالد سليمان

تحذيرات من البيت الأبيض بشأن تصرفات نتنياهو في سورية

حذر مسؤولون في البيت الأبيض، اليوم الأحد، من تزايد نفاد صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاه تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرين إلى أن سلوك نتنياهو بات يُعتبر “متهوراً” و”غير منضبط”. وفي تصريحات لموقع “أكسيوس”، وصف أحد المسؤولين نتنياهو بأنه “يتصرف كمجنون”، محذراً من أن هذه التصرفات قد تعرقل الجهود التي يبذلها ترمب لتحقيق السلام في المنطقة.

تشير المعلومات إلى أن الشكوك داخل إدارة ترمب تجاه نتنياهو تتزايد، حيث يشعر المسؤولون الأمريكيون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد لاستخدام القوة بشكل مفرط، مما يسبب فوضى في المنطقة. وعلق أحد المسؤولين قائلاً: “أحياناً يبدو نتنياهو كطفل يرفض الامتثال للأوامر”.

على الرغم من التوصل إلى وقف إطلاق النار في سورية بوساطة أمريكية يوم الجمعة الماضي، إلا أن القلق من سياسة نتنياهو الإقليمية لا يزال مرتفعاً. ورغم أن ترمب لم ينتقد نتنياهو علناً، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى توافقه مع مشاعر الإحباط التي يشعر بها مستشاروه تجاه تصرفات إسرائيل.

فيما يخص القصف الإسرائيلي على سورية، أفاد مسؤول أمريكي بأن هذا القصف كان مفاجئاً للرئيس وللبيت الأبيض، مشيراً إلى أن ترمب لا يرغب في رؤية قصف دولة يسعى لتحقيق السلام فيها، خاصة بعد الإعلان عن مبادرة ضخمة لإعادة إعمارها.

كما تم الكشف عن أن وزير الخارجية مارك روبيو طلب من نتنياهو وقف القصف، وقد وافق الأخير على ذلك مقابل انسحاب الجيش السوري من منطقة السويداء. وقد تقدم مسؤولون كبار في البيت الأبيض بشكاوى مباشرة إلى ترمب بشأن نتنياهو، ومن بينهم المبعوث الأمريكي إلى سورية توماس براك.

يعتقد البيت الأبيض أن تصرفات نتنياهو في سورية تأتي نتيجة ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية أخرى. وقد أشار مسؤول أمريكي إلى أن الأجندة السياسية لنتنياهو قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل، محذراً من أن السياسة الإسرائيلية الحالية قد تؤدي إلى عدم استقرار سورية، مما سيضر بمصالح كل من مجتمع الدروز وإسرائيل.

في المقابل، أعرب بعض الإسرائيليين عن دهشتهم من رد فعل واشنطن على التدخلات الإسرائيلية في سورية، حيث ذكر مسؤول إسرائيلي رفيع أن ترمب شجع نتنياهو في بداية ولايته على السيطرة على أجزاء من سورية، ولم يُظهر أي قلق تجاه هذه التدخلات. وأكد المسؤول أن إسرائيل قامت بالتدخل بعد أن أظهرت استخباراتهم أن الحكومة السورية كانت تستهدف الدروز، نافياً وجود اعتبارات سياسية داخلية وراء ذلك.