نساء الأسرة المالكة يبرز دورهن في العمل الخيري بالمملكة

خالد سليمان

دور المرأة السعودية في العمل الخيري

تُعتبر المرأة السعودية رائدة في مجالات العمل الخيري، حيث أسهمت بشكل بارز في تطوير هذا القطاع في المملكة. وقد تجلت مساهماتها من خلال تخصيص أوقاف لدعم الفقراء والمحتاجين، وتوفير مصادر التعليم لأبناء المجتمع، مما يعكس حرصها على نشر العلم كأحد مؤشرات التقدم والتنمية.

تاريخياً، كان للأوقاف العلمية أهمية خاصة، خصوصاً في فترات شهدت ندرة في الكتب وصعوبة في الوصول إليها. ومن أبرز الشخصيات النسائية التي ساهمت في هذا المجال، الأميرة نورة بنت فيصل بن تركي آل سعود، التي أوقفت عدة كتب قيمة، منها نسخة من كتاب “طريق الهجرتين وباب السعادتين” لابن قيم الجوزية عام 1276هـ (1859م)، و”صحيح البخاري” و”الأدب المفرد” في الأعوام التالية.

أيضاً، الأميرة منيرة بنت مشاري بن حسن آل سعود، زوجة الإمام فيصل بن تركي، أوقفت كتاب “تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد” للصنعاني، بينما اهتمت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي بجمع الكتب وجعلها وقفاً لطلبة العلم، مثل كتاب “حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح”.

تواصلت هذه الجهود من قبل الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل بن تركي، التي أوقفت أيضاً مجموعة من الكتب القيمة، بما في ذلك “طريق الهجرتين” و”صحيح البخاري”. وتُحفظ بعض هذه الكتب الموقوفة في مكتبة الملك فهد الوطنية.

تتضح من خلال هذه الأوقاف الفلسفة التي تتبناها النساء في الأسرة المالكة، والتي تهدف إلى بناء مجتمع قادر على الإنتاج والدفاع عن نفسه. فالعلم يُعتبر مرآة الشعوب، وبه ترتقي الأمم. كما أن لهذه الأوقاف أبعاداً متعددة تشمل الاستثمار في الإنسان وضمان جودة حياته، وإدارة المعرفة وتبادلها.

بالمجمل، تعكس إسهامات المرأة في الأسرة المالكة في الأعمال الخيرية تنوعاً واسعاً، حيث شملت مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، من خلال دعم العلماء والطلبة والفقراء والأرامل والأيتام، مما يبرز دورها الفاعل في تعزيز العمل الخيري في المملكة.