تحولات لافتة في مسيرة المعتزلين من الرشاقة إلى البدانة في عالم الرياضة السعودية

خالد سليمان

ظاهرة زيادة الوزن بعد اعتزال الرياضيين: الأسباب والدوافع

تُعتبر ظاهرة زيادة الوزن بعد اعتزال الرياضيين من القضايا المثيرة للاهتمام، حيث يتحول العديد من هؤلاء الأبطال، الذين كانوا رمزاً للرشاقة واللياقة، إلى أجساد مثقلة بالدهون. هذا التحول يطرح تساؤلات عدة حول الأسباب الصحية والسلوكية التي تقف وراء هذه الظاهرة.

تشير أخصائية التغذية العلاجية، الشيماء الحربي، إلى أن ممارسة الرياضة غالباً ما ترتبط بنمط حياة صحي، حيث يعتاد الرياضيون المحترفون على الحفاظ على لياقتهم البدنية. ومع ذلك، توضح الأبحاث أن بعض اللاعبين يعانون من زيادة الوزن والسمنة بعد اعتزالهم، وذلك بعد سنوات من الالتزام بنمط حياة صحي.

في دراسة علمية نُشرت في مجلة “Journal of Sport and Health Science” عام 2018، تم مقارنة ثلاث فئات: الرياضيون النشطون، الرياضيون المعتزلون، وغير الرياضيين. أظهرت النتائج أن الرياضيين المعتزلين يمارسون نشاطاً بدنياً أقل مقارنة بغير الرياضيين، مما يؤدي تدريجياً إلى اكتساب الوزن الزائد.

تعددت الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الرياضيين للياقتهم البدنية وزيادة أوزانهم، ومن أبرزها:

  1. تغير نمط الحياة : بعد الاعتزال، ينخفض النشاط البدني ويختفي هدف المنافسة، مما يؤثر سلباً على قدرة الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة.

  2. النظام الغذائي : كان النظام الغذائي للرياضيين قبل الاعتزال غالباً تحت إشراف متخصصين، حيث كانت الوجبات صحية ولكنها تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة. إذا استمر اللاعب في تناول نفس الكمية بعد تقليل النشاط البدني، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الوزن.

  3. الأسباب النفسية : تعاني بعض الرياضيين من العزلة الاجتماعية بعد الاعتزال، سواء بسبب الإصابات أو لأسباب شخصية. هذا الفقدان للهوية الرياضية يمكن أن يؤثر سلباً على صحتهم النفسية والجسدية.

  4. الإصابات المزمنة : تؤثر الإصابات وآلام المفاصل على قدرة اللاعب في ممارسة النشاط البدني، حتى لو كانت لديه الرغبة في البقاء نشيطاً.

تؤكد الشيماء الحربي على أهمية اتباع نشاط بدني مستدام وتوعية الرياضيين بأن الحفاظ على بنية جسدية قوية يتطلب نمط حياة صحي بعيداً عن أجواء المنافسات الرسمية.