جماهير برشلونة تحقق وعيًا اقتصاديًا استثنائيًا بعد الأزمة

خالد سليمان

برشلونة: من أزمة مالية إلى وعي جماهيري متزايد

واجه نادي برشلونة أزمة مالية خانقة، حيث تجاوزت ديونه مليار يورو، مما اضطره للتخلي عن أسطورة النادي ليونيل ميسي في عام 2021. ومع ذلك، لم يكن انهيار النادي هو السيناريو الوحيد المتوقع، بل أظهر الفريق قدرة ملحوظة على الصمود وتحقيق البطولات.

تغيرت نظرة جماهير برشلونة بشكل جذري، حيث أصبحت الأكثر وعياً بالشؤون الاقتصادية بين جماهير الأندية الأوروبية. هذا الصيف، لم يعد سوق الانتقالات مجرد قائمة صفقات، بل تحول إلى معركة مزدوجة تشمل التعاقدات داخل الملعب ورصد الأرقام المالية.

رحيل المدافع الإسباني إنييغو مارتينيز إلى النصر السعودي كان مثالاً واضحاً على التعقيدات التي يواجهها النادي، حيث كان يتعين عليه الموازنة بين الاحتفاظ بنجومه وتقليل ضغط الرواتب. لم يعتبر المشجعون خروج أفضل مدافع في الليغا الموسم الماضي خسارة دفاعية فحسب، بل اعتبروه دليلاً على أن الطريق نحو تحقيق قاعدة 1:1 ما زال طويلاً، وأن كل خطوة اقتصادية ستؤثر مباشرة على قدرة النادي على التعاقد مع لاعبين جدد.

مع انتهاء سوق الانتقالات الصيفي في 31 أغسطس 2025، كانت جماهير برشلونة تتابع الأخبار المالية بشغف مماثل لمتابعتهم لأهداف اللاعبين مثل ليفاندوفسكي ورافينها. أصبحوا يراقبون عمليات إعادة تمويل 424 مليون يورو من ديون “إسباي برشلونة” إلى بيع المقاعد بنظام PSL، حيث صار كل خبر اقتصادي يمثل فرصة لتعزيز الفريق بدلاً من الاكتفاء بالمواهب الصاعدة.

تحولت أزمة برشلونة إلى مدرسة اقتصادية لجماهيره، التي أصبحت مكونة من عشاق لكرة القدم، محللين للأرقام، ومترقبين لكل خبر مالي. ينتظرون اليوم الذي تتحول فيه الحسابات الصعبة إلى بطولات وانتصارات، آملين أن يكون سوق الانتقالات القادم فرصة لتعزيز قوة فريقهم ومواصلة النجاح الرياضي كما حدث في الموسم الماضي رغم التحديات الاقتصادية.