الصين تعلن خوض الحرب التجارية

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعهّدت الصين «بالقتال حتى النهاية» إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في زيادة الرسوم الجمركية، مما دفع أكبر اقتصادين في العالم إلى شفا حرب تجارية شاملة.

وفي تصعيد للتوتر، أعلنت وزارة التجارة الصينية، أمس، أنها سترد بقوة إذا نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة: «إذا مضت الولايات المتحدة في تطبيق هذه الإجراءات الجمركية المتصاعدة، فستتخذ الصين إجراءات مضادة حازمة لحماية حقوقها ومصالحها». وأضاف: «إذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستقاتل الصين حتى النهاية»، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» واطلعت عليه «العربية Business».

يأتي هذا الخلاف بين بكين وواشنطن مع دخول موجة ما يُسمى بـ«الرسوم الجمركية المتبادلة» على عشرات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة حيز التنفيذ.

وقد أثارت هذه الإجراءات، إلى جانب رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% أُعلن عنها خلال احتفال ترامب بـ«يوم التحرير» الأسبوع الماضي، اضطرابات في أسواق الأسهم العالمية، وزادت من احتمالية ركود عالمي.

وتخطى سعر اليوان 7.2 أمام الدولار للمرة الأولى منذ سبتمبر 2023. في مؤشر على موقف بكين تجاه دعم العملة إضافة إلى ذلك تقوم الصناديق والشركات بشراء الأسهم لدعم السوق المحلية.

وفي مواجهة التوترات المالية العالمية، طرحت الصين سلسلة من الإجراءات السريعة والمكثفة التي تهدف إلى بسط الاستقرار في أسواق رأس المال واستعادة ثقة المستثمرين.

في هذه الأثناء، انخفضت مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية، بما في ذلك مؤشر شانغهاي المركب القياسي ومؤشر شنتشن المجمع ومؤشر تشينكست، لخسائر ملحوظة، أمس الأول، بنسب تخطت 7%.

وفي استجابة لهذه الخسائر، سارعت بعض الشركات المملوكة للدولة إلى زيادة حصصها في الأسهم المحلية، معربة عن ثقتها القوية في الآفاق الطويلة الأمد لأسواق رأس المال في البلاد.

وأعلن بنك الشعب الصيني دعم السيولة من خلال تسهيلات إعادة الإقراض أمس، وفقاً لما ذكرته وكالة «شينخوا»، واطلعت عليه «العربية Business».

استنفار عام

وأعلنت عدد من الشركات الاستثمارية المملوكة للدولة حالة النفير العام، لدعم الأسواق المالية.

وقالت شركة «هويجين المركزية المحدودة للاستثمار»، وهي شركة استثمارية صينية مملوكة للدولة، إنها زادت حيازاتها من الصناديق المتداولة بالبورصة مرة أخرى وستواصل القيام بذلك في المستقبل لـ «الحفاظ بحزم» على التشغيل المستقر لسوق رأس المال.

كما تعهد البنك المركزي بدعم الشركة بحزم في زيادة حيازاتها من صناديق مؤشرات الأسهم، مشيراً إلى أنه سيقدم دعماً كافياً لإعادة الإقراض عند الضرورة.

فيما رفعت عدة شركات استثمارية مملوكة للدولة أيضاً من حيازات الأسهم أو أصدرت خططاً لتسريع عمليات إعادة شراء الأسهم بما في ذلك مجموعة تشنغتونغ، والشركة الصينية القابضة المحدودة للإصلاح و7 شركات مدرجة تابعة لمجموعة «تشاينا ميرتشانتس».

وأعلنت الهيئة الوطنية للتنظيم المالي أمس إجراءات لرفع سقف استثمارات صناديق التأمين في الأسهم، مع دعم أكبر لاستثمارات الأسهم في الصناعات الناشئة الاستراتيجية وتعزيز القوى الإنتاجية الحديثة النوعية.

ويعتقد المحللون أن التحركات المنسقة أرسلت إشارة واضحة حول عزم الصين على دعم أسواق رأس المال.

في المقابل، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين خلال اتصال مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى تجنب التصعيد بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وردّ بكين عليها، بحسب ما أفاد التكتل القاري أمس.

وقال الاتحاد، في بيان، إن فون دير لاين دعت خلال الاتصال «إلى حل للوضع الراهن عبر التفاوض، وأكدت الحاجة إلى تجنب تصعيد جديد» في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي.

وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أن على أوروبا والصين دعم نظام تجاري إصلاحي قوي.

كوريا الجنوبية

من جانبه، قال وزير التجارة الكوري الجنوبي، جونغ إن كيو، إن كوريا الجنوبية ستتفاوض «بشكل نشط» مع الولايات المتحدة لتقليل تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الصناعات والاقتصاد في كوريا.

وأضاف جونغ، أمس، أثناء توجهه إلى واشنطن لإجراء محادثات حول السياسات التجارية الأميركية: «علينا التفاوض بشأن الرسوم الجمركية على الصلب والسيارات خلال هذه الزيارة لأنهما من أهم الصادرات بالنسبة لكوريا الجنوبية».

وأشار إلى أنه سيعمل أيضاً على تحديد خطط واشنطن للرسوم الجمركية على أشباه الموصلات وغيرها من السلع، وفق وكالة «يونهاب» الكورية للأنباء.

ومن المقرر أن يلتقي «جونغ» مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير ومسؤولين آخرين خلال زيارته للولايات المتحدة التي تستغرق يومين.

وتمثل هذه الرحلة أول زيارة من نوعها لمسؤول تجاري كبير من كوريا الجنوبية منذ إعلان إدارة دونالد ترامب فرض رسوم جمركية متبادلة على كل دولة، ومن المقرر أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ اليوم الأربعاء بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على كوريا الجنوبية.

كوريا الجنوبية تجري مفاوضات نشيطة... والمكسيك لا تستبعد الرد إذا استمرت الضغوطالخزا

وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي إنه «من الأخبار الجيدة أن نسمع أن الرئيس ترامب قال إنه منفتح على مفاوضات الرسوم الجمركية مع دول أخرى غير الصين قبل زيارتنا لواشنطن».

وكتب ترامب على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأول، أن المفاوضات مع الدول التي طلبت عقد اجتماعات سوف تبدأ «على الفور»، في حين حذر الصين لكي تسحب رسومها الجمركية الانتقامية ضد الولايات المتحدة.

جاءت هذه الرسالة بعد أن ردت بكين على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على السلع الأميركية كإجراء مضاد للرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 34% التي فرضتها إدارة ترامب على الصين، التي تأتي بالإضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 20% فرضت في وقت سابق على السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة.

الفائض التجاري لكوريا مع أميركا

وقال جونغ إن الحكومة تدرس اتخاذ تدابير مختلفة لتقليص الفائض التجاري لكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة من خلال استيراد المزيد من السلع الأميركية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف أن الحكومة ستواصل إثارة قضية فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية باهظة على كوريا الجنوبية مع واشنطن، التي تطبق معدل رسوم جمركية أقل من 1% في المتوسط على الواردات الأميركية بموجب اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين البلدين التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من 12 عاماً.

ووسط التكهنات حول احتمال تعديل اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، قال جونغ إن الحكومة تستعد لسيناريوهات مختلفة، على الرغم من أن إدارة ترامب لم تذكر بعد أي تغييرات على اتفاقية التجارة الحرة التي تم تعديلها في عام 2018 بناءً على طلب إدارة ترامب الأولى.

وأعرب جونغ عن اعتقاده بأنه «لا توجد دولة أخرى لديها علاقة أوثق مع وزارة التجارة الأميركية ومكتب الممثل التجاري الأميركي من بلدنا»، متعهداً ببذل الجهود لتعظيم المصلحة الوطنية لكوريا الجنوبية في مفاوضات الرسوم الجمركية.

وقالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم إن بلادها تسعى لتجنّب فرض رسوم جمركية متبادلة على السلع الأميركية، لكنها أشارت إلى أنه لا يمكن استبعاد ذلك تمامًا في حال استمرت الضغوط.

وأضافت شينباوم أن وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد سيواصل المفاوضات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق دون اللجوء إلى إجراءات تصعيدية.

وللإشارة تعتبر المكسيك من أكثر المتضررين من الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأميركي، إذ تُوجَّه أكثر من 80% من صادراتها إلى الولايات المتحدة.

وزير الخزانة الأميركي يكشف عن استعداد ترامب لبدء مفاوضات الرسوم قريباً

من جانبه، أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن ممثلي نحو 70 دولة اقترحوا على الولايات المتحدة بدء مفاوضات بشأن تخفيف الرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن هذه المناقشات قد تستمر حتى يونيو.

وقال بيسنت لشبكة «فوكس بيزنس»: «لدينا 50 أو 60، وربما ما يقرب من 70 دولة، تواصلت مع إدارة ترامب للتفاوض. لذا، ستكون أشهر أبريل ومايو، وربما يونيو، مزدحمة جداً» وفق وكالة «تاس الروسية.

وأشار إلى أنه «نصح ممثلي الدول الأجنبية بالحفاظ على هدوئهم، وعدم تصعيد الوضع، والتوجه إلى إدارة واشنطن «بمقترحات محددة» حول كيفية «التخطيط لخفض التعريفات الجمركية، وإزالة الحواجز غير الجمركية، ووقف التلاعب بالعملة والدعم». وفي هذه الحالة، قال «ترامب سيكون مستعداً لبدء المفاوضات في مرحلة ما».

وأضاف بيسنت: «لقد وصلنا إلى الحد الأقصى للرسوم الجمركية، وأتوقع أن تُمكّننا المفاوضات الناجحة من تحقيق خفض تدريجي لها. ومع ذلك سيعتمد الكثير على الدول الأخرى، حيث ينوي الرئيس ترامب المشاركة في هذه العملية، وهو، مثل الكثيرين منا، مقتنع بأن شروط (التجارة المتبادلة) كانت غير عادلة حتى الآن، لذلك من المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة».

وأعلنت إندونيسيا تقديم تنازلات تجارية للولايات المتحدة، قبل الدخول في مفاوضات مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت وزيرة المالية الإندونيسية، سري مولياني إندراواتي، إنها تعتزم خفض الرسوم الجمركية على واردات الصلب ومنتجات التعدين والمعدات الصحية الأميركية إلى حدٍّ لا يتجاوز 5 في المئة، بدلاً من نطاق يتراوح بين 5 إلى 10 في المئة سابقاً.

وأضافت إندراواتي، خلال اجتماع حكومي، أمس، أن البلاد ستخفض التعريفات المفروضة على واردات الإلكترونيات والجوالات والحواسيب المحمولة من أي دولة إلى 0.5 في المئة، بدلاً من 2.5 في المئة، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وأعربت وزيرة المالية عن أملها في أن تحل إندونيسيا محل فيتنام وبنغلادش وتايلند والصين كمُصنِّع لبعض الصادرات إلى الولايات المتحدة، في ظل التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب.

من جهته، قال وزير الاقتصاد الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو، إن بلاده تعتزم شراء غاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال وفول الصويا من الولايات المتحدة، في إطار جهود التفاوض على صفقة تجارية جديدة.

ومن المقرر أن تُرسل إندونيسيا وفداً رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، سعياً للتوصل إلى اتفاق لتخفيف أثر الرسوم الجمركية البالغة 32 في المئة، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ اليوم.

أخبار ذات صلة

0 تعليق