بعد إشعال حرب تجارية عالمية أدت إلى اضطراب الأسواق، أعلن الرئيس الأميركي، الأربعاء، تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على واردات عشرات الدول والشركاء، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
قرر الاتحاد الأوروبي، أمس، تعليق الرسوم الجمركية التي كانت مقررة يوم 15 أبريل ضد الولايات المتحدة الأميركية لمدة 90 يوماً، وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم، باستثناء الصين التي زاد الرسوم عليها لتبلغ 125 في المئة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أرسولا فون دير لايين، أمس، إنها تدافع باستمرار عن اتفاقية تعريفات صفرية بين الاتحاد الأوروبي وأميركا، حيث تريد تصفير الرسوم الجمركية بين الجانبين.
وأضافت أننا ملتزمون بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، كما رحبت عدد من الدول بقرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم، باستثناء الصين.
وقال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، إن تعليق الرسوم الجمركية المضادة الذي أعلنه الرئيس ترامب هي مهلة للاقتصاد العالمي موضع ترحيب.
فيما قال المبعوث التجاري لكوريا الجنوبية تشيونغ إن، أمس، إن قرار الرئيس الأميركي تعليق تطبيق الرسوم الجمركية أتاح مجالًا للمفاوضات، حيث تسعى البلاد إلى خفض التعريفات من خلال المحادثات، وفق وكالة «رويترز».
وقالت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، إن تشيونغ التقى الممثل التجاري الأميركي لمناقشة خفض نسب الرسوم، مضيفة أنه عبر عن مخاوفه بشأن إجراءات الرسوم الجديدة.
وسافر المسؤول الكوري الجنوبي إلى واشنطن للتفاوض مع المسؤولين الأميركيين بعد أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على حليفته الآسيوية الرئيسية، ضمن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية الشاملة.
فيما أعربت اليابان، الحليف العسكري والشريك التجاري الرئيسي للولايات المتحدة، أمس «عن ترحيبها» بقرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية، فيما طالبت حكومتها «بشدة» بإلغاء الحد الأدنى للضريبة البالغ 10 في المئة والذي ما زال سارياً، «وكذلك الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم والسيارات وقطع غيار السيارات».
من جهتها، أعلنت هانوي، أن فيتنام والولايات المتحدة اتفقتا على بدء مفاوضات بشأن اتفاقيات تجارية متبادلة.
ورفضت أستراليا أمس دعوة الصين إلى «التعاون» من أجل الدفاع عن التجارة، فيما تبحث بكين عن شركاء لمساعدتها في تخفيف تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.
ترامب يتراجع
وبعد إشعال حرب تجارية عالمية أدت إلى اضطراب الأسواق، أعلن الرئيس الأميركي، الأربعاء، تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على واردات عشرات الدول والشركاء بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
لكن في الوقت نفسه، أعلن ترامب أنه سيرفع الرسوم الجمركية على بكين بنسبة 125 في المئة بأثر فوري «بسبب عدم احترام الصين للأسواق العالمية».
وردّت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 84 في المئة على السلع الأميركية في قرار دخل حيز التنفيذ الخميس، في مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي تشنها واشنطن ما يزيد المخاوف من حدوث ركود عالمي.
وستطبق الرسوم الجمركية الجديدة على كل المنتجات الأميركية التي تدخل الصين والتي بلغت قيمتها حوالى 143.5 مليار دولار في عام 2024، وفقًا لمكتب الممثل التجاري الأميركي.
وكان ترامب أوضح أنه «سمح بوقف تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً وخفضها خلال تلك الفترة إلى 10 في المئة بأثر فوري» بالنسبة إلى الدول الأخرى التي لم ترد على الرسوم الأميركية، «نظرًا إلى رغبة أكثر من 75 دولة في التفاوض».
إيقاف الرسوم «المضادة» مؤقتاً
تعني خطوة ترامب أن الكثير من السلع من معظم البلدان ستخضع لرسوم أميركية بنسبة 10 في المئة لمدة 90 يوماً.، وسيعود هؤلاء الشركاء الذين يشملون الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية إلى معدل رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة. وستظل الرسوم الجمركية «الأساسية» البالغة 10 في المئة التي دخلت حيز التنفيذ في الخامس من أبريل على معظم البلدان الأخرى، بما في ذلك البرازيل وأستراليا وبريطانيا وكولومبيا، سارية لمدة 90 يوماً.
زيادة الرسوم على الصين
بعد جولات من التصعيد التجاري المتبادل بما في ذلك رسوم جمركية فرضتها الصين على السلع الأميركية بنسبة 84 في المئة وأعلنتها الأربعاء، رد ترامب مجدداً برسوم أعلى، مما رفع إجمالي الرسوم الجديدة المفروضة منذ توليه منصبه في يناير إلى 125 في المئة. إضافة إلى رسوم جمركية فرضها بالفعل على العديد من السلع الصينية خلال ولايته الأولى.
لا تغيير بالنسبة لكندا والمكسيك
واستثنى إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي كندا والمكسيك، ولكن فقط لأن سلعهما تخضع لرسوم جمركية بنسبة 25 في المئة مرتبطة بالفنتانيل، وتظل تلك الرسوم سارية في الوقت الحالي مع إعفاء غير محدد المدة للسلع المرتبطة باتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
لا تزال رسوم السيارات والمعادن قائمة
لا ينطبق قرار ترامب على رسوم جمركية بنسبة 25في المئة فرضها على الصلب والألومنيوم في مارس وعلى السيارات في الثالث من أبريل. وستدخل الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة على قطع غيار السيارات حيز التنفيذ في الثالث من مايو.
الصين تصعّد
دخلت الرسوم الجمركية الصينية البالغة نسبتها 84% على المنتجات الأميركية حيز التنفيذ أمس، ما يمثل مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي تشنها واشنطن ويزيد المخاوف من حدوث ركود عالمي.
وستطبق الرسوم الجمركية الجديدة على كل المنتجات الأميركية التي تدخل الصين والتي بلغت قيمتها حوالي 143.5 مليار دولار في 2024، وفقاً لمكتب الممثل التجاري الأميركي، نقلاً عن «فرانس برس».
وقالت وزارة التجارة الصينية، أمس، إن التحديات التي تواجه بكين تزداد بشكل كبير، مشيرة إلى أن الصين ستتخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع التحديات الخارجية، في ظل تصعيد حرب الرسوم التجارية مع الولايات المتحدة.
وأضافت أن واشنطن انتهكت بشكل خطير حقوق ومصالح الشركات الصينية، وأن موقف الصين واضح وثابت. قالت: «إذا أصرت أميركا على الحرب التجارية فنحن مستعدون لها».
وأكدت الوزارة أن بكين لن تقبل أبداً بالضغوط التي تمارسها أميركا، فيما ترحب بالحوار على أسس الاحترام والمساواة، مشيرة إلى أن تجارة الصين الخارجية لم تفقد مرونتها ولا تزال تحظى بالثقة اللازمة للتعامل مع مختلف المخاطر والتحديات. وكان مكتب لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني، قد أعلن أمس الأول، أن الرسوم الجمركية على السلع الأميركية سترتفع من 34% إلى 84% اعتباراً من 10 أبريل الجاري.
وأعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية لتصل إلى 125%، في خطوة وصفها بأنها رد على ما اعتبره رداً متهوراً من بكين في سياق التصعيد التجاري المستمر بين البلدين.
دول أميركا اللاتينية تتحد
تعزز تعاونها مع بكين في مواجهة رسوم ترامب
انتقد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرسوم الجمركية «التعسفية» التي فرضت على الواردات الأميركية، خلال قمة لقادة دول أميركا اللاتينية دعت خلالها إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها دونالد ترامب.
ولولا من بين 11 رئيس دولة حضروا إلى هندوراس للمشاركة في اجتماع مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تضم 33 عضوا.
وقال رئيس أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، إن «الرسوم التعسفية تزعزع الاقتصاد العالمي وترفع الأسعار، والتاريخ يعلمنا أنه لا فائز في الحروب التجارية»، وفق وكالة «فرانس برس».
وفي 5 أبريل الحالي فرضت الولايات المتحدة على شركائها التجاريين «حدا أدنى» من الرسوم بنسبة 10% لاتزال مطبقة رغم تراجعها الأربعاء عن رسوم أخرى أشد صرامة أعلنت الأسبوع الماضي.
وتهدد رسوم ترامب، التي عُلق البعض منها وتم تعديلها عدة مرات، بالتسبب بعراقيل اقتصادية لاقتصادات دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
والمكسيك أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين ومصدر معظم وارداتها من السيارات، فيما البرازيل ثاني أكبر مزوديها بالصلب.
وأكد قادة المجموعة المجتمعون في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس على أهمية وحدة الهدف في هذه الأوقات الاقتصادية غير المستقرة.
وقالت رئيسة الدولة المضيفة شيومارا كاسترو: «لا يمكننا الاستمرار في المضي بشكل منفصل بينما العالم يعيد تنظيم نفسه».
مؤتمر في بكين
وبينما يُنظر إلى واشنطن بشكل متزايد على أنها شريك متقلب، تُحرز الصين تقدماً في المنطقة.
وانضم ثلثا دول أميركا اللاتينية إلى مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين لإقامة بنى تحتية عبر العالم وتبلغ قيمتها تريليون دولار.
وفي هندوراس يعقد وفد صيني يترأسه المسؤول الثاني في بكين لشؤون أميركا اللاتينية تشو يوهوي، اجتماعات ثنائية مع ممثلين لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ الاثنين، بمن فيهم موفدون من الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وتشيلي والمكسيك وفنزويلا وكوبا.
وتخطط بكين لاستضافة مؤتمر وزاري بين الصين ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في 13 مايو المقبل.
0 تعليق