الجلال: تطوير منظومة التعليم العالي لمواكبة التحولات الرقمية

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت جامعة عبدالله السالم إطلاق مجلس الذكاء الاصطناعي في دولة الكويت والمدرج ضمن برنامج عمل الحكومة، مشيرة الى انها مبادرة استراتيجية ذات طابع وطني تمثل نقلة نوعية في نهج الدولة تجاه التقنية الحديثة، وتعزز موقع الكويت كمركز إقليمي للتقنيات الحديثة والتعليم الذكي.

جاء ذلك خلال تنظيم الجامعة، بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، أمس، القمة الأولى «التعليم العالي في عصر الابتكار ــ الفوائد، التحديات، والوظائف»، برعاية وحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. نادر الجلال، ومشاركة نخبة من قادة التعليم، وصناع القرار، وخبراء التكنولوجيا، والباحثين من داخل الكويت وخارجها، وذلك في مسرح المغفور له الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي بالشويخ.

من جانبه، قال الوزير الجلال، إن المشاركة في افتتاح هذه القمة تأتي تجسيداً لطموح وطني نحو تطوير منظومة التعليم العالي بما يواكب تحولات العصر الرقمي.

وذكر الجلال أن الكويت، بقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، تؤمن بأن التعليم هو أساس بناء الإنسان، وأن الابتكار هو بوابة التقدم، لافتا الى «أننا في وزارة التعليم العالي نولي أهمية قصوى لتطوير المنظومة التعليمية، وربطها بمستجدات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يُحقق رؤيتنا الوطنية، ويُعزّز مكانة الكويت بين الدول المتقدمة».

الذكاء الاصطناعي

وبين الجلال ان «التحول العالمي المتسارع الذي يقوده الذكاء الاصطناعي يفرض علينا إعادة صياغة التعليم العالي وتحويله إلى بيئة ديناميكية ذكية، ترتكز على التقنيات الحديثة، والمناهج المرنة، والشراكات الفاعلة مع القطاعين العام والخاص، ومراكز الابتكار، بما يُسهم في مواءمة مخرجاتنا التعليمية مع طموحاتنا الوطنية، ويُعزّز دور مؤسسات التعليم العالي كمحرّك رئيسي لبناء الاقتصاد المعرفي».

تحوّل استراتيجي

وأشار إلى أن هذه القمة تأتي لتُناقش سياسات حوكمة التعليم العالي في العصر الرقمي، والتعامل مع تحديات متعددة مثل الأمن السيبراني، وخصوصية البيانات، وآليات تمويل البحث العلمي، إلى جانب تطوير الكفاءات الوطنية القادرة على التعامل الواعي والفعّال مع أدوات الذكاء الاصطناعي، تأكيداً على أن التعليم العالي أصبح أداة للتنمية الوطنية المستدامة.

نقف على أعتاب تحوّل استراتيجي غير مسبوق يستوجب إعادة النظر في فلسفتنا التعليمية

من جانبها، قالت رئيسة مجلس الإدارة التأسيسي لجامعة عبدالله السالم د. موضي الحمود: «ان التعليم العالي يقف على أعتاب تحوّل استراتيجي غير مسبوق يستوجب منا أن نعيد النظر في فلسفتنا التعليمية التي تطورت عبر الزمن مع تطور دور الجامعات ونظمها»، لافتة الى ان «هذه النظم انتقلت من حلقات الدرس والتلقين المعرفي إلى النظم التقليدية القائمة على التأهيل المعرفي والبحث المنهجي فقط إلى نظم التعليم الحالية القائمة على الابتكار، واستخدام التقنيات الذكية، ضمن فلسفة الشراكة مع المستقبل، ويجدر بجامعاتنا ألا تكون خارج هذا التحول المشهود».

متطلبات سوق العمل

واشارت الحمود الى أن الفوائد التي يمكن تحقيقها من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وتحليلات البيانات في التعليم، تفتح آفاقاً واسعة نحو تطوير بيئات تعليمية أكثر مرونة وتفاعلاً وحُرّم جامعية ذكية، قادرة على تلبية احتياجات المتعلمين ومواكبة متطلبات سوق العمل المتجددة.

ولفتت الى التحديات التي يواجهها التعليم العالي وهي مثل قضايا الأمن السيبراني وخصوصية البيانات وغيرها الكثير، مشيرة الى ان الأمر يستدعي تعاوناً مؤسسياً وجامعياً حقيقياً، واستراتيجيات مرنة تسعى لبناء أنظمة تعليمية مستدامة ورشيقة تتجه نحو تطوير المناهج والنظم، مؤكدة أن الأهم هو رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والطواقم الأكاديمية والتدريسية المساندة.

الحمود: سوق العمل يحتاج إلى مهارات متقدمة ووظائف ومهن متجددة مما يتطلب تطويراً مستمراً للبرامج التعليمية

الوظائف المستقبلية

وبشأن الوظائف المستقبلية، ذكرت الحمود «اننا بحاجة إلى فهم أعمق لما يتطلبه سوق العمل من مهارات متقدمة، ووظائف ومهن متجددة عبر السنوات مما يتطلبه ذلك من تطوير مستمر للبرامج التعليمية التي يجب أن ترتكز على الإبداع، وريادة الأعمال، وحل المشكلات، وأن نعمل مع شركائنا في القطاعات الحكومية والخاصة لتضييق الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات الاقتصاد الرقمي».

بدوره، قدم نائب مدير الجامعة للتخطيط والتميز المؤسسي والابتكار د. فواز العنزي، عرضاً تعريفياً حول إطلاق «مجلس الذكاء الاصطناعي الكويت»، كمبادرة وطنية استراتيجية تمثل إحدى مخرجات قمة التعليم العالي في عصر الابتكار.

وقال العنزي: «إننا نطمح الى أن يكون المجلس منصة وطنية للتمكين الرقمي وصناعة السياسات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لخدمة التعليم والاقتصاد والتنمية البشرية ضمن أطر تنظيمية وأخلاقية متقدمة تدعم البحث والتطوير، لبناء القدرات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية داخلياً وخارجياً».

وأشار إلى أن المجلس يضم خمس وحدات رئيسية تشمل السياسات والأخلاقيات والتمكين الأكاديمي والبيانات والتحالفات، وأن كل وحدة مصممة لدعم تكامل الجهود بين الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بما يضمن فاعلية التنفيذ ووضوح الأدوار.

وأوضح أنه «تم إطلاق هذا المجلس لأننا ندرك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً مستقبليا، بل اصبح واقعاً يعاد من خلاله تشكيل التعليم وسوق العمل وصنع القرار، (ونحن في الكويت نمتلك البنية والكفاءات والطموح وما نحتاجه اليوم هو توجيه موحد ورؤية قابلة للتفعيل)».

وأكد أن «هذه المبادرة ولدت بعد شهور من النقاش والتحليل والحوارات المؤسسية، وأن ما قدم اليوم (أمس) ليس تصورا نظريا بل هو إطار تنفيذي عملي ومفتوح للتطوير المستمر»، داعياً جميع الأكاديميين والباحثين والمهتمين إلى التسجيل عبر البوابة الإلكترونية للمجلس، والمساهمة بأفكارهم مشاريعهم وخبراتهم في بناء هذا الكيان الوطني الواعد.

الجدير بالذكر، أن هناك معرضا طلابيا مصاحبا لفعاليات القمة يتناول مواضيع الابتكار والتكنولوجيا، بمشاركة 35 مشروعا للطلبة والطالبات من مختلف مؤسسات التعليم العالي بشقيها الحكومي والخاص، في أجواء علمية أكاديمية تنافسية ومحفزة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق