أكد سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية، أن روسيا تولي أهمية كبيرة على كافة المستويات لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" إلى موسكو، مشيرا إلى التقدير الرفيع الذي يحظى به سموه من قبل كبار المسؤولين والمواطنين في روسيا.
وقال سعادته في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا": لقد لمسنا هذا التقدير الذي يحظى به سمو الأمير المفدى والاهتمام المتزايد بدولة قطر في روسيا، من خلال اللقاءات والاجتماعات مع عدد من المسؤولين من مختلف المستويات وكذلك ممثلو الأوساط العلمية والفكرية والثقافية، بالإضافة إلى المواطنين عبر مشاركتهم في فعاليات متنوعة تنظمها سفارة دولة قطر.
وأشار في هذا السياق إلى أن الاهتمام المتزايد لدى مختلف الأوساط الروسية بدولة قطر، يتجلى بوضوح عبر العديد من التقارير الإعلامية التي تبرز الإنجازات التي تحققها قطر مثل التنظيم الناجح لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 والدور الإنساني الكبير الذي تقوم به على المستويين الإقليمي والدولي بما ذلك جهودها في لم شمل الأطفال المتأثرين بالنزاع في أوكرانيا مع عائلاتهم.
وأكد سعادته أن الجانب الروسي يثمن حرص دولة قطر على إعادة الاستقرار والأمن والسلام إلى منطقة الشرق الأوسط، وجهود الوساطة التي تقوم بها لإنهاء الحرب في غزة، هذا فضلا عن دورها الإيجابي فيما يخص الوضع في أفغانستان.
وحول أبرز القضايا التي ستبحثها القمة القطرية الروسية، أوضح سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية أن المباحثات ستركز على العلاقات الثنائية، والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتوقع أن يتم بحث ملفات قضايا دولية وإقليمية، بما في ذلك التسوية في الشرق الأوسط، حيث تتطابق مواقف الدوحة وموسكو بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانتقال نحو حل الأزمة بالطرق السياسية، وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للوصول لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية.
وأشاد سعادته بعلاقات الصداقة التاريخية والوطيدة بين قطر وروسيا، مؤكدا أنها شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملموسا في مجالات عدة، منها التجارة والاستثمار، والرياضة، والتعاون الإنساني، إلى جانب التنسيق السياسي المتواصل بين البلدين بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
ونوه سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني في تصريحاته لـ"قنا" بأن العلاقات بين دولة قطر وروسيا الاتحادية تقوم على مجموعة كبيرة من الركائز، في مقدمتها العلاقات الشخصية المميزة بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، مؤكدا أن توجهات قادة البلدين تشكل منطلقا لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأضاف أن من الركائز الأساسية أيضا الاحترام والتفاهم والمنفعة المتبادلة، ما يجعل العلاقات بين البلدين قوية ومتطورة باستمرار، مشيرا إلى أن سفارة دولة قطر في موسكو تواصل جهودها بتنفيذ التوجيهات الكريمة من القيادة الرشيدة لتعزيز هذه العلاقات، وصولا إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وحول أهم الفعاليات التي يمكن للبلدين القيام بها لتعزيز التقارب بين الشعبين الصديقين في ظل العلاقات المتطورة بين الدوحة وموسكو، نوه سعادة سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية إلى أنه في المرحلة الحالية ساهم إلغاء تأشيرات السفر بين البلدين بزيادة التدفق السياحي من دولة قطر إلى روسيا الاتحادية، وبالعكس، بما يعزز التعارف والتقارب بين الشعبين.
وتابع في هذا الصدد: نبذل جهودا مستمرة لخلق أجواء تعزز التقارب بين الشعبين، ومن ذلك افتتاح مركز قطر للغة العربية، الذي يتيح لعدد كبير من الطلاب الروس تعلم اللغة والتعرف على الثقافة العربية والعادات والتقاليد وطبيعة الحياة في دولة قطر، كما تنظم السفارة سنويا، بالتعاون مع جامعة قطر، مسابقة للغة العربية لطلاب الجامعات الروسية، ويُمنح الفائزون منحة دراسة لمدة عام كامل لتعلم اللغة العربية في الدوحة، ما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والتقارب بين الشعبين في البلدين.
وفي المجال الرياضي، أشار سعادته إلى وجود تفاعل مميز، حيث تزور أندية روسية مشهورة، مثل نادي "زينيت"، دولة قطر لإجراء تدريبات والمشاركة في مباريات، لافتا إلى وجود عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في المجال الرياضي، منها اتفاقية بين الاتحادين القطري والروسي للكرة الطائرة، ومؤكدا أن اللقاءات والمباحثات بين الجهات الرياضية في البلدين متواصلة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في هذا المضمار.
وبشأن رؤيته لمستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين قطر وروسيا الاتحادية، أشار سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية في تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى وجود إمكانيات كبيرة في مجالي الاقتصاد والتجارة، مبينا أن البلدين يعملان على تعزيز التعاون بما يتناسب مع هذه الإمكانيات ويلبي المصالح المشتركة وصولا لتحقيق علاقات اقتصادية وتجارية متميزة في المستقبل.
وحول التعاون بين قطر وروسيا في قطاع الغاز باعتبارهما عضوين في منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، لفت سعادته إلى أن لدى البلدين تعاون واسع في هذا المجال، وأنهما يعملان على تعزيزه لتحقيق الاستقرار في سوق الغاز العالمية.
وقال سعادته في سياق متصل، نقوم بتقوية الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد في مجال الغاز، لاسيما من خلال التعاون في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، مشيرا إلى أن المنتدى سيعقد العام المقبل في روسيا، حيث ستشارك قطر، كونها عضوا رئيسيا في المنتدى، بشكل فعال في اجتماعاته.
وذكر سعادته أن جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار المباشر الروسي يتعاونان في مشاريع تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار أمريكي، وأنه يجري النظر في مشاريع بقيمة أكبر في المستقبل القريب.
وأوضح في هذا الصدد أن بعض الاتفاقيات تهدف إلى تطوير أشكال جديدة من التعاون في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن القرار بشأنها يعود للوزارات والشركات المعنية.
وحول أهم الاستثمارات بين قطر وروسيا، قال سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني: هناك نحو 180 شركة روسية تعمل في السوق القطرية، من بينها 14 شركة في المناطق الحرة و6 شركات مملوكة برأس مال 100 بالمئة و105 شركة مملوكة برأس مال مشترك و51 شركة مسجلة بمركز قطر للمال.
ومن الجانب القطري، أوضح سعادته أن استثمارات جهاز قطر للاستثمار في روسيا تتجاوز 13 مليار دولار، تشمل حصصا في قطاعات الطاقة والبنوك والتجارة من أهمها 18.9 بالمائة في شركة النفط الروسية (روسنفت)، و24.99 بالمائة في مشروع سانت بطرسبرغ للطريق السريع، و25 بالمئة في مطار بولكوفو مدينة سانت بطرسبورغ، وكذلك 25 بالمائة في مطار "فنوكوفو" بمدينة موسكو، إلى جانب استثمارات في مصرف (في تي بي بنك) وفي شبكة متاجر الأغذية الروسية للبيع بالتجزئة (Magnit و Lenta –)، واستثمارات أخرى.
وأكد سعادة سفير دولة قطر لدى روسيا الاتحادية في ختام تصريحاته لـ/قنا/ أن انضمام دولة قطر إلى منظمة شنغهاي للتعاون بصفة "شريك حوار" يعكس اهتمامها العميق بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف القوى والمنظمات، مبينا أن هذه الخطوة تساهم في دعم الأمن والسلم الدوليين، وتعزز من فرص الحوار والتواصل بين مختلف الشعوب والدول.
0 تعليق