القمة تنطلق بحضور هند بنت حمد وصناع فكر وسياسات.. مؤسسة قطر تحتفي بأفكار الناطقين «بالعربي»

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هشام نورين: لغة الضاد ليست ماضيًا يُحكى بل مستقبل يُبنى

هابس حويل: خلق مساحة للحوار بين المفكرين ورواد الأعمال

 

انطلقت صباح أمس فعاليات النسخة الافتتاحية من مبادرة «بالعربي»، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، بحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب نخبة من المسؤولين والشخصيات البارزة وقادة الفكر وصنّاع السياسات وقادة التغيير والمثقفين والإعلاميين من داخل دولة قطر وخارجها، وذلك في مبنى «ملتقى» (مركز طلاب المدينة التعليمية).
وخلال جولة في أروقة القمّة التي عُقدت تحت شعار «للأفكار صوتٌ وصدى»، وتستمر على مدار يومي 19 و20 أبريل 2025، اطلعت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني على الأجنحة التفاعلية والمساحات الإبداعية التي جمعت بين المؤسسات المحلية والإقليمية الرائدة، والتي شكّلت منصّةً مفتوحةً لتبادل الخبرات وعرض المشاريع والأفكار، في بيئة تحتفي بالهوية والابتكار معًا.
وتوافد على القمّة أكثر من 500 مشارك من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، تنوّعوا ما بين صنّاع سياسات، ورواد أعمال، ومفكرين، ومبدعين، مما يعكس زخم المبادرة وأهميتها كمحرك للتغيير الثقافي واللغوي في العالم العربي، ونقطة التقاء نادرة بين اللغة العربية وفضاءات الابتكار العلمي والفني.
وفي هذا السياق، قال السيد هشام نورين، المدير التنفيذي للمبادرات والبرامج الإستراتيجية بمؤسسة قطر،: ««بالعربي» تجسيدٌ لرؤية استراتيجية تؤمن بأن اللغة العربية ليست ماضيًا يُحكى، بل مستقبل يُبنى. في مؤسسة قطر، نرى أن الحفاظ على العربية وتعزيز استخدامها في مجالات الحياة كافة ركن أساسي في بناء مجتمعات معرفية مزدهرة، قادرة على الإبداع والابتكار مع الحفاظ على هويتها الأصيلة». وأضاف: «نؤمن بأن اللغة العربية، بمكنوناتها الثقافية وثرائها التعبيري، لغة للإبداع في كافة المجالات، من الأدب والفنون إلى العلوم والتكنولوجيا. ومن هذا المنطلق، نعمل على توفير المنصات والموارد التي تجعل استخدامها أكثر سلاسة وانسيابية في الحياة اليومية، مع التركيز على تعزيز حضورها في الفضاء الرقمي مصدرًا أساسيًا للمعرفة والإنتاج الفكري».

أحدث المبادرات
قال هابس حويل مدير الشراكات الحكومية في مكتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، إن المبادرة هي أحدث مبادرات مؤسسة قطر التي تسعى من خلالها لخلق مساحة للحوار بين نخبة من المفكرين ورواد الأعمال وصناع السياسات في العالم العربي بهدف تناول وتبادل التجارب والأفكار الملهمة التي ستساهم في دعم عملية التنمية في منطقتنا.
وأضاف أن مؤسسة قطر حريصة من خلال هذه المبادرة على التركيز على قضية تعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية وخلق تجمع إيجابي يجمع بين قادة الفكر ورواد الأعمال وخلق نماذج إيجابية للمبادرات التي يمكن انطلاقها من دولة إلى أخرى وتسليط الضوء عليها.
ولفت إلى أن القمة تعمل على ثلاثة مرتكزات أساسية والتي سوف تستمر عليها في أعوامها القادمة، وهي أولا، الاجتماع الحالي للقمة الذي يجمع مجموعة من النخبة من المفكرين والمبدعين لعرض مشاريعهم الالهامية، وثانيا، سيكون هناك فعاليات إقليمية في عدد من الدول العربية بشكل مستمر طوال العام بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الشباب والاستماع إلى تجاربهم وأفكارهم واختيار الأفكار التي سيتم ضمها في هذه المنطقة.
وأوضح أن المحور الثالث، وهو الأكثر أهمية بالنسبة لنا، وهو خلق منصة رقمية تسمح بتوفير محتوى عربي تفاعلي يسلط الضوء على نفس هذه المواضيع حيث إننا في عالمنا العربي نعاني من فجوة حقيقية في المحتوى العربي الذي يهدف إلى عملية تنمية في شكل قطاعات وفي نفس الوقت يكون له تأثير إيجابي يجمع أقطار العالم العربي.
وكشف أن القمة استهدفت أكثر من 500 شخصية عامة من مختلف العالم العربي ما بين رواد أعمال ونخبة من صناع الفكر والمسؤولين التنفيذيين، موضحا أن المتحدثين في القمة تم اختيارهم من بين 700 مرشح من 25 دولة حيث كان الهدف منها أن نوصل أكبر شريحة سواء من دول العالم العربي أو حتى من دول العالم للأشخاص الناطقين باللغة العربية حيث ضمت قائمة المتحدثين ممثلين من دول الخليج ومن دول أخرى.
وحول معايير اختيار المشاركين، قال إن هناك ثلاثة معايير أساسية، الأول هو أثر أو ما يسمونها جودة الفكرة نفسها التي سيتم طرحها، ومدى تأثيرها الحقيقي على مجتمعاتنا وبنفس الوقت ارتباطها بالموضوعات التي تركز عليها القمة في هذه السنة مثل قضايا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبيئة والتغيير المناخي والاستدامة واللغة العربية في التكنولوجيا والتعليم والفن والثقافة والإعلام.

الإعلان عن التصميم الفائز بمسابقة تصميم الشعار
تنوّعت جلسات اليوم الأول ما بين الفنّ والفكر والتأمّل في قضايا الحاضر والمستقبل. حيث افتتح الفنان لطفي بوشناق القمة بأداء موسيقي عابق بروح الهوية، تلاه المهندس فداء الدين الخاشي في جلسة عنوانها «الهوية لا تُترجم»، تناول فيها سرد القصة العربية كأداة لمواجهة التلاشي الثقافي.
كما قدّمت المهندسة رزان زعيتر رؤيتها في جلسة «المقاومة الخضراء»، التي جعلت من الزراعة فعلًا ثقافيًا وموقفًا نضاليًا. في حين أثار عبد الرحمن سيدي في طرحه الجريء تساؤلًا: «هل نعمل لنعيش، أم نعيش لنعمل؟» وجاءت المهندسة ديانا السندي لتختتم الجلسات الصباحية بمحاضرة عن رحلتها من العراق إلى وكالة «ناسا»، تحت عنوان «الفضاء... بالعربي».
وفي الجلسات التي تلت ذلك، ألقت سلام قطناني كلمة بعنوان «وهم الواقع»، وتحدّث الدكتور عبد الواحد زينل في محاضرته «كلكم راعٍ»، وقدّمت لينا الذكير «معركة المستقبل»، فيما سرد عامر الدرويش حكاية رمزية تحت عنوان «كي لا تبقى سفننا من ورق»، واختُتم اليوم بعرض موسيقي تفاعلي بعنوان «هوية النغم» للدكتور مصطفى سعيد.
ومن اللحظات المهمّة التي شهدها اليوم الافتتاحي، الإعلان عن التصميم الفائز بمسابقة تصميم شعار «بالعربي»، التي استقطبت أكثر من 1500 مشاركة إبداعية من أنحاء العالم العربي منذ إطلاقها في سبتمبر 2024. وفيها تنافس المصممون على تقديم تصميمات مبتكرة تعكس جوهر المبادرة ورؤيتها المستقبلية الطموحة. وقد فاز بالمسابقة روبن خليل، الذي استلهم التصميم الفائز من الخط الكوفي التقليدي، وقدّمه بروح عصرية جريئة تعكس الثبات والبساطة وتُجسّد رؤية المبادرة في وصل المجتمعات الناطقة بالعربية حول العالم.
حظيت القمّة بدعم واسع من مؤسسات ثقافية وتعليمية عربية وإقليمية، في مقدّمتها مؤسسة «مسك»، التي قدّمت عرضًا خاصًا عن تجربة «مجلس أثر الشباب» ضمن جلسات القمة. وقد أكّد تركي السجّان، المدير التنفيذي للتنمية والشراكات بمؤسسة «مسك»، على أهمية الشراكة الثقافية بين المؤسسات العربية في تمكين الشباب واللغة معًا، وقال: «تؤكد مؤسسة «مسك» التزامها بتعزيز التواصل مع الشباب العربي، من خلال تقديم جلسات «مدارات إثرائية».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق