نظمت رابطة أساتذة الجامعات السودانيين بدولة قطر، بالتعاون مع برنامج التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، ندوة علمية بعنوان "الآثار والتراث الوثائقي في السودان: التحديات الراهنة والحلول الممكنة"، بحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيد أحمد عبدالرحمن سوار الذهب سفير جمهورية السودان لدى الدولة، والدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا.
وفي هذا الإطار، قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي: "إنه في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، يجب أن نقف إلى جانبه لحماية إنسانه وأرضه وآثاره وتراثه الوثائقي، ويجب ألا تكون مسؤولية الحماية قاصرة على شعب السودان وحكومته، بل ترتقي إلى مستوى تضافر الجهود الإقليمية والدولية المشتركة، لأن آثار السودان وتراثه الوثائقي يمثلان جزءا من الشرائح الفسيفسائية الناظمة لذاكرة العالم بحسب اليونسكو".
وأضافت سعادتها أنه "بتضافر الجهود الإقليمية والدولية يستطيع السودان إعادة إعمار ما دمرته الحرب في مجال الآثار والتراث الوثائقي والمطالبة بإعادة مقتنيات متاحفه المنهوبة، واسترجاع ذاكرته المعتدى عليها، والمحافظة على تراثه الوثائقي للأجيال القادمة، وأننا بدولة قطر نسعد أن نساهم مع شركاء المصلحة الحقيقيين في وضع حلول ممكنة للتحديات التي تهدد آثار السودان وتراثه الوثائقي".
من جانبه، أشار الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، إلى أن السودان تعرض لهجمة على تراثه وثقافته، وأن عملية حفظ التراث ومراعاة الوثائق أصبحت أمرا مهما ولا بد منها.
بدوره، قدم الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر ورئيس رابطة أساتذة الجامعات السودانيين بدولة قطر، مداخلة بعنوان "التراث الوثائقي في السودان: المخاطر والفرص"، تطرق خلالها إلى مراكز التراث الوثائقي السوداني داخل وخارج السودان، بالتركيز على دار الوثائق القومية ومقتنياتها ومقارها، والمراحل التي مرت بها.
وسلط الضوء على الحلول الممكنة لحفظ التراث الوثائقي، والتي من أبرزها رقمنة المقتنيات والوثائق، وتعيين الكوادر المؤهلة، وإنشاء شبكة علاقات ذكية مع دور الوثائق المختلفة حول العالم وغيرها من الحلول.
من جهته، تحدث السيد صلاح محمد أحمد، منسق المشروع القطري السوداني للآثار السابق، عن المشروع القطري السوداني للآثار، مستعرضا المشروع والفترات التاريخية التي غطاها، إضافة إلى المواقع الجديدة التي عمل عليها في شمال السودان وصحراء بيوضة، وإعادة تأهيل بعض المتاحف وترميم المباني والمقتنيات، وكذلك ترميم المعابد والرسوم والنقوش.
بدورها، سلطت السيدة إخلاص إلياس، كبير أمناء المتاحف بالهيئة القومية للآثار والمتاحف بالسودان، الضوء على "متاحف السودان: آثار الحرب وآفاق المستقبل"، وعرضت نماذج لمقتنيات المتاحف السودانية وما تتميز به من تنوع، وبعد تاريخي، ودور علمي، وثقافي وتربوي.
ولفتت إلى أن هناك تحديات تواجه المتاحف السودانية على المدى القريب والبعيد، من أهمها؛ التحديات المتعلقة بالوصول إلى المواقع المختلفة بسبب الأعمال العسكرية، وحالة المتاحف نفسها ومعداتها، وما تحتاجه من تأهيل للمباني ومواقع التحزين.
إلى ذلك، خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات، من أبرزها؛ تشكيل لجان من جهات الاختصاص بالتعاون مع اليونسكو لتقييم حجم المجاميع المتحفية المنهوبة والمواقع الأثرية المتأثرة من الحرب، إضافة إلى دعم مشروع ذاكرة السودان بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية ودار الوثائق القطرية للمساعدة في جمع ورقمنة التراث الوثائقي السوداني، وتدريب الكوادر المهنية المؤهلة، وكذلك التواصل مع المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية لإصلاح ما تم تخريبه في البنيات التحتية للمتاحف، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاسترداد الآثار المنهوبة، عملا باتفاقية اليونسكو لسنة 1970.
0 تعليق