مختصر مفيد
أتحدث باختصار شديد، لقد طلب صندوق النقد الدولي من الكويت فرض ضرائب على الشركات، والأثرياء، وإصلاح الأجور، ونصائحه قد تكون مخـطئة، كما سنرى.
نقترح عدم فرض الضرائب، لأن هذا الإجراء سيرفع الأسعار على المواطن والمقيم، وحتى يفهم المسؤولون ما نقول نشرح لهم ذلك بلغة اقتصادية مبسطة، لعلها ترسخ في أذهانهم:
يستهلك المواطن سلعا وخدمات كثيرة، فعندما يطلب طعاماً من أحد المطاعم، هنا سيحمل المطعم المواطن الزيادة في السعر، ففي هذه الأيام قد يكون سعر الوجبة ديناراً فيصبح بعد فرض الضريبة دينارا ونصف الدينار، وستتحجج المطاعم، بـ"سعر التوصيل أصبح مكلفا مادياً"، ومن يريد بناء منزله، سيقول له المقاول: "لقد أحضرت إليك الاسمنت والطابوق في هذه الشاحنة، وحسابي معك هو هذا المبلغ، فقد كلفني التوصيل ماديا".
وبالمثل سيأتي الصباغ الى المنزل، وبدلاً من صبغ الغرفة بسبعة دنانير، كما كانت قبل سنوات، ثم أصبحت بـ 15 و35 ديناراً، فانه سيقول للمواطن: "عليَّ ضريبة، وقد أصبح صبغ الغرفة الآن بـ 45 ديناراً". والنجار يقول ايضا ذلك.
ولما تتعطل سيارتك، وتريد نقلها بشاحنة يقول لك السائق: "الأجرة كانت 8 دنانير لتوصيلها الى محل التصليح، أما الآن فأريد 12 ديناراً. وعندما يريد أحدهم الانتقال من منطقة إلى أخرى، وقد يكلف هذه الأيام ثلاثة دنانير، سيقول سائق الاجرة: "لقد تغيرت الحال وهذا سعر زمان، الآن التوصيلة أربعة دنانير". وهكذا، فهناك في المصطلح الاقتصادي "ارتفاع عام في الأسعار"، فكل من الصانع والحرفي سيرفع سعره، وسيتآكل جزء من معاش المواطن والمقيم، و"هذا الارتفاع لن ينخفض أبداً في المستقبل، بل سوف يتحجج التاجر والصانع، والعامل بأن الضريبة تكلفهم مالاً". هناك عيوب في أداء صندوق النقد الدولي، فبرامجه الإصلاحية فشلت تجاه الأرجنتين والإكوادور، وإجراءاته التقشفية احتجت عليها شعوب العالم، والدول التي تنفذ برامجه تتدهور حالها عندما تقلص إنفاقها المحلي. كما أخطأت سياسة الصندوق تجاه اليونان والأرجنتين، وهناك تحليلات ترى ان إملاءات الصندوق والبنك الدوليين، أغـرقت دولا في الغلاء، وتسببت في انتشار الفقر والبطالة.
ترى مجلة الـ"إيكونومست" البريطانية، أن رئيسة الصندوق هي البلغارية كريـستاينا غورغيفا، تولت منصبها في اكتوبر 2019، وكانت قد شاهدت التضخم الهائل في بلغاريا في سنوات التسعينيات، وهو يقضي على مدخرات أمها خلال اسبوع، وقد جاءت لرئاسة الصندوق على اعتبار أنها جديرة بإدارته، لكن بعد رئاستها له بأشهر قليلة فصلت اثنين من الموظفين الأكفاء، وقررت إنهاء عمل ديفيد ليبتون، وهو مدير إداري جيد، وربما يأتي بعد السيد ليبتون المعزول شخص أقل كفاءة منه، ان أداء الصندوق سيضعف إذا ضعف أداء موظفيه.
نستخلص من هذا أن وضع البلاد المالي مستقر بإذن الله، ليتنا فقط نفكر بدروس تنفع المجتمع والبلد، كضرورة إنشاء صناعات دوائية وغذائية، فكوريا الجنوبية كانت أفقر من الكويت، لكنها اهتمت بالصناعات المحلية، كذلك المطلوب خفض الانفاق الحكومي الهائل كمساعدات خارجية للدول، ولنا في تكلفة حبة الزيتون على الطائرة خير مثال، فيروى ان إحدى شركات الطيران الأجنبية كانت تُقدم المأكولات على متن رحلاتها، ومن بينها بضع حبات من الزيتون، فخفضت عدد الحبات "حبة واحدة فقط من طبق المسافر"، ولأن في الطائرة نحو 200 مسافر، وإذا قلنا ان للشركة ثلاث رحلات يومية، إذاً المجموع 600 حبة في اليوم، وفي الشهر 18 ألف حبة، لها وزنها بالكيلوغرام بالطبع، وبالكيلوغرام نستخرج ثمن ما كانت شركة الطيران ستدفعه ثمناً للزيتون، واتضح فيما بعد ان الشركة "حققت تخفيضاً في خسائرها" بمقدار 20 ألف دولار!
عجباً شركة تحقق هذا التخفيض في العجز، وحكومتنا عاجزة عن خفض إنفاقها العام؟
0 تعليق