تقلُّب قرارات ترامب الاقتصادية يُنذر بتباطؤ النمو

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

طرح إمكان إقالة رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" جيروم باول قبل أن يتراجع

رغم انتخابه بفضل تعهّده ضمان الازدهار الاقتصادي، فإن التحوّلات العديدة في مواقف الرئيس دونالد ترامب تؤدي إلى شعور العديد من الأميركيين بالإحباط، إذ طرح إمكان إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل أن يتراجع، ربما موقتا، وفرض رسوما جمركية على الصين ليتعهد لاحقاً التهدئة والتوصل إلى تسوية.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك جوزيف غريكو لوكالة "فرانس برس": "يستبعد أن تكون التقلّبات التجارية الأميركية التي شهدها الشهر الماضي نتيجة تخطيط من أي نوع كان.. كانت مجرّد (قرار) مرتجل تلو آخر".

ويشير استطلاع لـ"مركز بيو للأبحاث" أُجري مطلع أبريل عندما كان ترامب يخفف بالفعل من حدة حربه التجارية ضد العديد من البلدان للتركيز على الصين، إلى أن 40 في المئة فقط من المستطلعين أيّدوا أداءه، في تراجع بسبع نقاط عن فبراير.

ولفت المركز إلى أنه باستثناء بيل كلينتون وترامب، لطالما تجاوزت معدلات تأييد الرؤساء الأميركيين منذ عهد رونالد ريغان نسبة خمسين في المئة بعد أول مئة يوم لهم في السلطة.

لكن المركز أوضح أن معدلات التأييد لترامب المثير للانقسامات والذي يعرف استغلال نقاط قوته، تساوي إلى حد كبير تلك المسجّلة عام 2017 خلال الفترة ذاتها من ولايته الرئاسية الأولى.

أغلبية غير راضية

وانتقد نحو ستة من كل عشرة أشخاص استطلع "بيو" آراءهم سياسات الملياردير الجمهوري التجارية.

ويشير استطلاع آخر للرأي لـ"رويترز/ إيبسوس" إلى أن 37 في المئة فقط من الأميركيين يقولون حالياً إنهم يشعرون بالرضا عن مقاربة الرئيس الاقتصادية.

وهذه النسبة أقل بكثير من الأرقام المرتفعة التي كان يحققها ترامب مطلع ولايته الأولى، علما بأن الاقتصاد لطالما كان نقطة قوته سياسيا.

وتؤكد نتائج استطلاع أجراه معهد "يوغوف" مطلع أبريل هذه النتائج إذ عبّر 51 في المئة من الأميركيين عن عدم رضاهم عن سياسات ترامب الاقتصادية.

مثّل ذلك تراجعاً بأربع نقاط عن أواخر مارس، قبل إعلاناته المفاجئة المرتبطة بالرسوم الجمركية والتي أعقبها أيضا تحوّل كبير في موقف ترامب جاء بعد أسبوع فقط.

وفي غياب ستراتيجية واضحة للبيت الأبيض، يسود القلق الأسواق العالمية التي ترتفع وتهبط مع صدور أي تصريح عن ترامب وكبار المسؤولين في إدارته بشأن التجارة أو السياسة النقدية.

أثارت هذه التقلّبات قلق ملايين المستثمرين الأميركيين، خصوصا أولئك الذين استثمروا مدخرات تقاعدهم في الأسهم.

وازدادت المخاوف عندما كثّف الرئيس انتقاداته لباول، واصفا إياه بـ"الفاشل" لرفضه خفض معدلات الفائدة.

وأدى الهجوم على استقلالية البنك المركزي إلى هبوط الأسواق، قبل أن يتراجع ترامب ويؤكد الثلاثاء أن لا نية لديه لإقالة باول.

تمجيد

سيكون من المستحيل نظريا التكهّن بمسار المواجهة التجارية مع الصين وإن كان ترامب يؤكد أنه سيخفض بشكل كبير الرسوم الجمركية البالغة نسبتها 145 في المئة التي فرضها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وبحسب استطلاع صدر مؤخراً عن مؤسسة "غالوب"، يعتقد 53 في المئة من الأميركيين أن وضعهم المالي الشخصي سيتدهور. ومنذ العام 2001، أشارت منظمة الاستطلاعات المعروفة إلى كيفية تعبير معظم الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم عن تفاؤلهم بأوضاعهم المالية.

ومن شأن ارتفاع مستوى القلق أن يترجم إلى تردد في الاستهلاك، ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

وبينما تعكس أبرز استطلاعات الرأي تزايد عدم الثقة في سياسة البيت الأبيض الاقتصادية، إلا أن غالبيتها تتفق على أن هذا التشاؤم لم يصل بعد إلى قاعدة الدعم الأساسية لترامب التي بقيت متمسكة بتمجيد الرئيس إلى حد كبير.

وفي أميركا المنقسمة بشدة اليوم، ما زال 70 في المئة من الناخبين الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون للجمهوريين يؤيدون قرارات ترامب المرتبطة بالرسوم الجمركية، في حين يعارضها 90 في المئة من الديموقراطيين، بحسب مركز "بيو".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق