قدمت وزارة البيئة والتغير المناخي مشاركة متميزة في فعاليات النسخة الثانية من قمة «إرثنا 2025»، التي نظمتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة، والابتكار والمعرفة التقليدية»، وذلك من خلال 4 جلسات حوارية ركزت على عدد من الموضوعات البيئية الحيوية.
ومثل وزارة البيئة والتغير المناخي خلال المشاركة بالجلسات النقاشية بالقمة، كل من: المهندس أحمد السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي، الدكتور إبراهيم المسلماني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المحميات الطبيعية، والسيد عبد الهادي المري، الوكيل المساعد لشؤون البيئة.
وخلال جلسة نقاشية عقدت بعنوان «شبكة المدن الجافة»، شارك المهندس أحمد محمد السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي، في النقاشات التي عقدت بالجلسة، حيث أكد خلال كلمته التزام دولة قطر بدمج الأهداف المناخية ضمن إستراتيجياتها التنموية، مشيراً إلى أن الاستدامة البيئية من الركائز الأساسية التي تقوم عليها خطط التنمية الوطنية، وأهمها الخطة الوطنية للعمل المناخي وإستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، والتي تتوافق في أهدافها مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وأوضح المهندس السادة أن توظيف المعرفة التقليدية والخبرات المكتسبة في صياغة حلول عمرانية مبتكرة، تساهم في تعزيز مرونة المدن في مواجهة الظروف المناخية القاسية التي تفرضها البيئات الجافة.
وفي سياق مواز، شارك الدكتور إبراهيم المسلماني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المحميات الطبيعية، في الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان «الشعاب المرجانية في قطر: الإستراتيجية وخطة العمل للحفاظ والاستعادة»، حيث أكد على التزام دولة قطر بالحفاظ على بيئاتها البحرية، مشيرًا إلى أن حماية الشعاب المرجانية تشكل جزءًا أساسيًا من الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.
وأوضح الدكتور المسلماني أن وزارة البيئة والتغير المناخي تقوم بتنفيذ حلول مستدامة تعزز من قدرة الشعاب المرجانية على الصمود، وذلك بالاعتماد على أدوات علمية متقدمة وخبرات وطنية وشراكات إقليمية فاعلة.
وخلال مشاركته بالمائدة المستديرة، التي عقدت تحت عنوان «تنسيق الفهم والجهود الإقليمية (الخليجية) بشأن جودة الهواء – نحو خيارات في مجال السياسات البيئية»، استعرض السيد عبد الهادي ناصر المري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون البيئة، مبادرات وزارة البيئة والتغير المناخي الخاصة برصد جودة الهواء، مؤكدًا أن دولة قطر تنفذ برنامجًا وطنيًا متكاملًا يعمل على مدار الساعة عبر أكثر من 45 محطة رصد موزعة في جميع أنحاء الدولة، وتغطي ثماني مناطق رئيسية تمثل البلديات في دولة قطر لضمان مراقبة ملوثات الهواء والتأكد من مطابقتها للمعايير البيئية الوطنية والعالمية.
وأشار إلى أن شبكة الرصد الوطنية تشمل محطات تابعة للوزارة وأخرى تديرها جهات حكومية وخاصة وجامعات ومراكز بحثية، كما تمتلك الوزارة محطات متنقلة تُستخدم حسب الحاجة لتغطية منطقة معينة خلال العام.
أكد السيد حسن القاسمي، مدير إدارة الرصد والتفتيش البيئي بوزارة البيئة والتغير المناخي، أن منصة جودة الهواء تعكس مدى حرص الدولة على تعزيز جودة الهواء، والالتزام بالمحافظة عليها وفق أعلى المعايير الوطنية والدولية، مشيرًا إلى أن المنصة ساهمت في التوعية بخطورة الاعتماد على مصادر غير موثوقة من برامج وأجهزة وطرق تنشرها لأغراض تجارية، دون الالتزام بدقة المعلومات أو صحتها.
ولفت إلى أن مؤشر جودة الهواء يُعد أداة مبسطة لعرض حالة الهواء بطريقة يسهل على الجمهور فهمها وتمييزها، ويستند إلى بيانات محطات الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء، حيث تُحول القراءات إلى مستويات لونية مختلفة توضح درجة الجودة، حيث يشمل المؤشر خمسة عناصر رئيسية تُقارن بالمعايير الوطنية والنظام المعتمد من قبل الوكالة الأمريكية لحماية البيئة (US-EPA)، وهي: الجسيمات الدقيقة وذرات الغبار، غاز ثاني أكسيد النيتروجين، غاز ثاني أكسيد الكبريت، غاز الأوزون الأرضي، وغاز أول أكسيد الكربون.
من جانبه، قدم السيد يوسف الحمر، مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية، بوزارة البيئة والتغير المناخي، عرضًا حول المرحلة الأولى من مبادرة قطر الوطنية لحماية الشعاب المرجانية، مشيراً إلى استخدام الوزارة أحدث التقنيات في إطار عملها لزيادة المرجان والعمل على تكاثره، لافتاً إلى أن السعي نحو زيادة المرجان يعتبر أحد أكثر الوسائل الفعالة لاستعادة البيئة طبيعتها وقدرتها على الصمود في مواجهة التحديات.
كما شملت الجلسات التي قدمت فيها وزارة البيئة والتغير المناخي مشاركات متميزة، الجلسة الثالثة والرابعة، حيث استعرضت الجلسة الثالثة دور أشجار القرم في حماية النظم البيئية ودعم المجتمعات الساحلية، شهدت الجلسة عرضًا وثائقيًا تناول غابات القرم «المنجروف» في دولة قطر.
وفي السياق ذاته، شاركت الوزارة بجناح خاص في قرية «إرثنا»، التي أقيمت في براحة مشيرب، استعرضت من خلاله عددًا من المعروضات التوعوية والتثقيفية، مثل جهاز تتبع الحيتان، وعينات من الشعاب المرجانية، وجمجمة بقرة البحر، فضلًا عن شجرة مانغروف مصحوبة بمعلومات تعريفية.
0 تعليق