قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القاهرة تتحرك حاليًا في إطار صفقة شاملة مع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتثبيت هدنة طويلة الأمد، مع إعادة الإعمار وتوحيد الموقف الفلسطيني.

وأوضح فهمي أن وفدًا من حركة حماس يتواجد حاليًا في القاهرة ضمن مفاوضات غير معلنة تتضمن انسحابًا شاملًا من القطاع وإدخال مساعدات إنسانية، في حين لا يزال الرد الإسرائيلي جزئيًا ومفتقرًا إلى الوضوح بشأن النقاط الجوهرية، خاصة فيما يتعلق بمصير المحتجزين.

وأشار إلى أن إسرائيل قدمت مقترحات لإنهاء ملف المحتجزين عبر تسليمهم دفعة واحدة مقابل وقف الحرب، لكنها تصرّ على مطلب نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة بشدة، ما يتطلب - حسب فهمي - "آليات وضوابط واضحة" لأي اتفاق يتم التوصل إليه.

وأكد أن مصر تسعى إلى تحريك صفقة متكاملة تتضمن كافة المسارات، وليس حلولًا جزئية كما تطرحها تل أبيب، مضيفًا أن القاهرة ترتب الأفكار المطروحة وتنسق مع جميع الأطراف، بمن فيهم الجانب الأمريكي الذي يراقب المشهد عن قرب، بينما يمتلك المبعوث الأمريكي القدرة على الحسم إذا توفرت الإرادة السياسية.

وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي، أشار فهمي إلى أن أحد بنود الصفقة المقترحة يشمل تشكيل لجنة مشتركة من السلطة الفلسطينية وحركة حماس لإعادة تأهيل المؤسسات الفلسطينية، مع خروج حماس من الحكم وعدم إشراك لجنة الإسناد المجتمعي كطرف سياسي.

وأضاف أن ملف إعادة الإعمار يحظى بدعم عربي واسع، ويُنظر إليه كبوابة لبناء إجراءات ثقة بين الأطراف، رغم وجود عراقيل ميدانية وسياسية.

واختتم فهمي بالإشارة إلى أن الاحتجاجات المتصاعدة داخل إسرائيل ضد سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشكل ضغطًا متزايدًا عليه، وقد تؤثر على قراراته فيما يخص مسار المفاوضات الحالية.