خبيرة في السرد البصري: الروايات المصورة تمنح عضلات القراءة تمريناً طبيعياً

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"قد لا تبدأ علاقة الطفل بالقراءة من الكلمات، بل من الصور". انطلاقاً من هذه الفكرة التي استحوذت على اهتمام الحضور، قدمت يانا موريشيما الوكيلة الأدبية والمتخصّصة في الرواياتالمصورة والسرد القصصي البصري، رؤية مغايرة للمفهوم التقليدي للقراءة، في ندوة فكرية بعنوان "الروايات المصورة للتشجيع علىالمطالعة" ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورتهالـ16 التي تستمر حتى 4 مايو المقبل تحت شعار "لتغمرك الكتب".

خبيرة في السرد البصري: الروايات المصورة تمنح عضلات القراءة تمريناً طبيعياً
play icon

سرد بصري متكامل

استهلت يانا موريشيما الجلسة بالحديث عن مفهوم الرواياتالمصورة وأهميتها في بناء عادة القراءة لدى الأطفال والناشئة، موضحة الفارق الجوهري بين الكتب التقليدية والروايات المصورةالحديثة، إذ قالت: "الرواية المصورة تعتمد بشكل أساسي علىالمزج بين الصورة والكلمة، بحيث يصبح كل منهما ضروريّاً لإيصالالقصة وفهمها". واستعرضت الكاتبة أمثلة حية من أعمال معروفة، لتوضح كيف أن النص وحده لا يكفي في الروايات المصورة، بليجب على القارئ أن يستوعب الرسومات ضمن السياق السرديلفهم القصة كاملة.

لماذا الروايات المصورة ضرورية؟

وسلّطت موريشيما خلال الندوة الضوء على الدور المهم الذي تلعبهالروايات المصورة في بناء عادة القراءة وتطوير مهاراتها لدى القراء، خاصة أولئك المترددين أو غير المتحمسين للقراءة التقليدية، لأنها-أولاً- تجذب الانتباه من خلال المزج بين الصور والنصوص، ممايجعل تجربة القراءة أكثر تشويقاً وسهولة في الفهم؛ ثانياً تحفّزالروايات المصورة الدماغ على معالجة المعلومات بطرق متعددة، وتسهم في بناء قدرة القارئ على المتابعة وزيادة تحمّله للقراءةلفترات أطول، مما يمنح عضلات القراءة -كما تقول موريشيما- لديهم تمريناً فعالاً وطبيعياً.

خبيرة في السرد البصري: الروايات المصورة تمنح عضلات القراءة تمريناً طبيعياً
play icon

تنشيط الدماغ عبر السرد البصري

كذلك تطرقت موريشيما في معرض حديثها عن أهمية قراءةالروايات المصورة على الدور الذي تلعبه الروايات المصورة علىتنشيط الدماغ وتعزيز قدرات التركيز لدى القارئ، موضحة أن هذاالنوع من القراءة يختلف جوهرياً عن قراءة النصوص التقليدية قائلةً: "بينما تعتمد النصوص على التفكير التحليلي والخطي المرتبطبالنصف الأيسر من الدماغ، تستدعي الروايات المصورة مناطقمتعددة، فتدمج بين اللغة والصورة والعلاقات المكانية، مما يحفزالجانبين الأيسر والأيمن معاً".

معايير اختيار الروايات المصورة

وحول اختيار الروايات المصورة المناسبة للأطفال والمراهقين، أكدتموريشيما ضرورة ألا يقتصر الأمر على نوع الرواية أو مستوىالقراءة، بل يجب أن تراعى اهتمامات القارئ العاطفية والشخصية. وشددت على أهمية انتقاء القصص التي تتماشى مع شغف الطفلأو المراهق، سواء كان يحب الرياضة، أو الحيوانات، أو الخيال، أوالمغامرات.

حب القراءة من خلال الروايات المصورة

واختتمت الكاتبة حديثها بالتأكيد على أهمية دعم الأطفال واليافعينفي رحلتهم القرائية، مشددة على ضرورة التوقف عن التقليل منقيمة الروايات المصورة باعتبارها كتباً ليست حقيقية، داعية أولياءالأمور إلى قراءة هذه الكتب مع أطفالهم بنفس الطريقة التييقرؤون بها أي كتاب آخر، كما أوصت المعلمين بإدخال الرواياتالمصورة ضمن مكتبات الصفوف الدراسية؛ لأن بعض الطلابيزدهرون قرائياً بفضل هذا النوع من الكتب. وأشارت إلى إمكانيةدمج الروايات المصورة ضمن المناهج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق