لا تخطئ العين في حجم الحملة الإعلامية التي تكاثرت في الفترة الأخيرة ضد الكويت، ولا تخطئ الحسابات السياسية في تأثر الإعلام الغربي بمعلومات وبيانات مغلوطة، وانتقائية، وموجهة ضد الكويت، وسياساتها، وقراراتها بشأن سحب الجنسية، وفقدها، وحالات "التزوير".
نشرت بعض الجهات الغربية تقارير صحافية، ومبالغة في الأخبار، والرأي عن الكويت، في حين لم نسمع رداً وتعليقاً من الإعلام الرسمي، ولا نلتمس العذر لوزير الإعلام والثقافة، فالوزارة يفترض أن يكون لديها رسالة، واستنفار دائم في مواجهة عواصف الهجوم، والاجتزاء الإعلامي، والاقتناص السياسي ضد الكويت، ونظامها، وحكومتها.
وزير الإعلام، بالتأكيد، يحضر اجتماعات مجلس الوزراء، ويستمع، ويقرأ كما نقرأ ما يدور في الخارج عن الكويت، وفي حال تعذر ذلك، لسبب أو دون سبب، فيفترض القيادة التنفيذية بالوزارة أن لها دورها، وقراءة مهنية، ومساندة للوزير في إداء مهماته، وعمله الوزاري ضمن سرب الحكومة، وليس خارجه!
طلاسم الإعلام الرسمي الجدلية يمكننا تحليلها، ويمكننا معرفة مكامن الخلل، ويمكننا معرفة الأسباب التي تحول دون معالجة الدور المهني لوزير الإعلام، وتواضع الأداء بهذه الحكومة، وحكومات سابقة.
الوزير يترك بصمة له وللحكومة، لكننا، للأسف، لم نتلمس بصمة واحدة، ولم نتعرف على إنجاز سياسي، وإعلامي لوزير الإعلام!
الموضوع ليس استغلال الفرص لتوجيه الانتقاد إلى الإعلام الرسمي، وقيادات بعينها. الموضوع أكبر من ذلك حين تكون سمعة الدولة على المحك، ولا تبادر وزارة الإعلام إلى التحرك، والرد، والتعليق، والتوضيح على ما ينشر، ويرد في التقارير الصحافية، ضد أو مع، الكويت!
هل الإعلام الرسمي ينتظر زحام الانتقاد، والانقضاض السياسي والإعلامي على الكويت وسمعتها؟
وسائل التواصل الاجتماعي صار لديها قادة، ورموز بعضها من ورق، وبعضها الأخر شكلي ووهمي، وجمالي، وصوتي، وهي تعمل بشكل عشوائي، ومرخص معظمها، أو جميعها من وزارة الإعلام، لا فرق بالعدد والكثافة، لكن الفرق، والاختلاف في قيادة الرأي العام نحو هاوية الفوضى من دون أن نتلمس دوراً لوزارة الإعلام، في صناعة قيادة للرأي العام، والتصدي لعبث الأوهام، والفوضى!
سكوت وصمت الإعلام الرسمي تجاه تقارير تستهدف الكويت، وسياساتها، وسمعتها الدولية يقود إلى إضعاف الحكومة، ودورها، وهيبة القانون، والطعن في العدالة الاجتماعية، إذا استمرت حالة الصمت الإعلامي، على معلومات مغلوطة لا يتم تصحيحها، وتصويبها من الإعلام الرسمي.
للأسف، هناك العديد من المبادرات للكتاب الكويتيين، وحسابات غير وهمية لصالح الكويت، وسمعتها، لكن الإعلام الرسمي يهتم في صدى صوتها الخافت، ودورها الخامل، وليس صدى صوت العقل، والحكمة، والموضوعية، والمهنية.
الإعتراف بالأخطاء السياسية فضيلة لمن يعترف بالخطأ، والتقصير، وتواضع الإمكانات، والقدرات، وليس المطلوب الفصاحة باللغة العربية إعلامياً، إنما المطلوب توظيف القدرات المهنية، والإمكانات، خارج وزارة الإعلام من دون قيد أو شرط، أو انتقائية في البرامج الإخبارية، والمساحات الحوارية.
الفزع الإعلامي والسياسي ظاهرة كارثية في الإعلام الرسمي، فالمسؤولية ليست في إقامة المعارض، وإدارة الترفيه، ورفاهية المنصب الوزاري، بل في تقديم مبادرات تتناغم مع الرؤية السياسية للدولة والحكومة، وتتكامل معها حتى تكون وزارة الإعلام ضمن سرب السلطة التنفيذية، وليبس خارجه!
KAltarrah@
0 تعليق