حوارات
يعجز الانسان عندما يختار أن يفقد القدرة على تحقيق آماله، وتطلّعاته، وأهدافه الشخصية، فيوجد عجز ذاتيّ النشأة ومتعلّم، ومن بعض مظاهره وأسبابه، وكيفية الشفاء والتعافي منه، نذكر ما يلي:
-مظاهر العجز المتعلّم: يتّصف الفرد الذي يختار بكامل إرادته فقد الأمل في نفسه، والسقوط التلقائي في مستنقع العجز المتعلّم، بفقده الطوعي للثقة بالنفس، وتردّده المرضي في اتخاذ القرارات الحياتية، الاعتيادية والمصيريّة، وميله الى تحبيط ذاته، وباستعماله لغة سلبية في التخاطب مع نفسه ومع الآخرين.
وبسوداوية تفكيره، وخوفه الشديد من الخروج من قوقعته، الفكرية والنفسية المنغلقة، وفقدانه الثقة بإمكاناته البشرية الفطرية.
ويأسه المتعلّم من اكتساب مهارات، فردية واجتماعية، تنفعه في حياته الخاصّة، وأثناء تعامله مع الناس في العالم الخارجيّ، واستضعافه لنفسه أمام الأفراد أقوياء الشخصية.
-الأسباب: ينشأ الشعور بالعجز في قلب وعقل الانسان، بسبب امتناعه الإرادي عن تقوية ثقته بنفسه، واختلاطه بأفراد فاشلين حياتيًّا باختيارهم، وربما بسبب تعرّضه لتربية أسرية سلبيّة، وضعف تقديره لذاته، وربما بسبب حساسيته العاطفية المفرطة، وتقديمه لأولويات وأهداف الآخرين على أولوياته وأهدافه الشخصية.
وربما بسبب إزدرائه لذاته، وعدم رغبته في تعلّم مهارات التعامل الفعّال مع الضغوط النفسية الاعتيادية، او قناعته المرضيّة بالجهل، وامتناعه عن تثقيف نفسه.
-الشفاء من العجز المتعلّم: ينشأ في عقل وقلب الفرد رغبة صادقة للخروج من مستنقع العجز المكتسب، فيقوم بداية بالتعرّف الدقيق على نقاط ضعف وقوة شخصيته، ويضع جدولاً زمنيّا محدّداً لاكتساب المهارات الفردية والاجتماعية الضروريّة التي يحتاجها في عالم اليوم، ويحرص بالأخصّ على التغلّب على تردّده المرضيّ في اتخاذ القرارات الشخصية المهمّة، ويبدأ يجالس ويصاحب الواثقين من أنفسهم، ويقتدي بسلوكيّاتهم الفعّالة، يهتم بتطوير عقله عن طريق القراءة في كتب تنمية الذّات، وفي علم النفس الاجتماعيّ بخاصة.
ويتخلّص من العلاقات السّامة، ويبني علاقات إيجابيّة مع أشخاص عقلانيّين واثقين من أنفسهم، وناجحين في حياتهم، ويحرص بشدّة على اكتساب سمات الشخصيّة الفعّالة والقويّة مثل تأكيد الذّات، وتعزيز تقدير واحترام الذّات، ويبدأ بتنفيذ أولوياته الحياتية، وتنظيم وقته الشخصيّ.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق