حوارات
"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134).
يصعب أحياناً كظم الغيظ، لكن الأكثر صعوبة منه هو العفو عن كل الناس المؤذون، لا سيما من تعمّدوا إيذاءنا، مع علمهم الكامل بأنهم يؤذوننا، فيوجد نفر سيئ ومؤذ وعدائيّ، ومتغطرس وقاس، وربما "سيكوباتي" للغاية، من لا يدعون مجالاً في شرورهم المستطيرة الى عفو ضحاياهم عنهم، ومن أمثلة من يظهرون لي شخصياً أنهم لا يستحقّون العفو من ضحاياهم، نذكر ما يلي:
-صاحب القلب المريض: يوجد أشخاص لديهم اعتلال، روحياً ونفسياً وأخلاقياً باختيارهم، وهم أصحاب القلوب المريضة، الذين تكاد تفيض قلوبهم بالكره العميق، تجاه من هو مختلف عنهم، أو أكثر فضلاً أو تميّزاً منهم.
وبسبب أنه يصعب شفاء الأمراض الأخلاقية عند أصحاب القلوب المريضة، فمن الصّعب أيضاً توقّع أن يعفو عنهم ضحاياهم، فكيف لك أن تعفو عن شخص استمات وداوم لسنوات، في سرّه وعلنه، من أجل تدمير حياتك؟
-العاقّ بأهله: يصعب العفو عن شخص بالغ عمرياً من تعمّد قطع رحمه لأسباب نرجسية بحت، ومن يتعمّد أحياناً إيذاء أسرته وأهله، فكيف لك أن تعفو أو ترضى، أو تتسامح، مع شخص لا يعاني من مرض نفسي واضح، وكان يتوفّر لديه خلال الفترة السابقة فرص كثيرة للبرّ بأهله، ولكنه بادلهم بالعقوق وغياب الاعتناء، والجحد، ونسيان الفضل، وبالغيبة والنميمة؟
خيانة الأمانة: الخائن لما اؤتمن عليه من مال، أو أملاك، أو عهود، أو مواثيق، أو تعاهدات أخلاقية أو فردية أو اجتماعية، أو وطنية، يصعبّ بالمرّة العفو عنه، أو إعادة منحه الثقة التي انتهكها في السابق، فمن يخون مرّة يخون ألف مرّة، ولو قدّم آلاف الأدلّة على التزامه الأخلاقي المزعوم، فلا تعفو عمّن خانك.
-الإهانة والابتزاز وقت الضعف أو الابتلاء: ليس من المنطق، بالنسبة للمرء العاقل، أن يعفو عن شخص تعمّد إهانته، وربما ابتزّه وقت ضعفه، أو عند وقوعه تحت الابتلاء، فهذا النوع من الدنيئين هم الأسوأ، ومن عاب الضّعيف أبتلي، وكل ساقٍ سيسقى بما سقى، فلا تعفو عمّن أوغل في إيذائك.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق