تصاعد التوتر السياسي بين تل أبيب وباريس، بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألمح فيها إلى إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطينية خلال الأشهر المقبلة، وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونجله يائير، اللذين هاجماه بشدة في تصريحات وُصفت بـ”اللاذعة”.
في منشور ناري على منصة “إكس”، هاجم يائير نتنياهو ماكرون قائلاً باللغة الإنجليزية: “تبًا لك!”، قبل أن يسرد قائمة بأقاليم فرنسية داعيًا إلى استقلالها، منها كاليدونيا الجديدة وكورسيكا وغينيا الفرنسية، مطالبًا بوقف “الإمبريالية الفرنسية” في إفريقيا، في محاولة للرد على تصريحات ماكرون بشأن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
وجاء رد نجل نتنياهو على منشور لماكرون قال فيه: “نعم للسلام، نعم لأمن إسرائيل، نعم لدولة فلسطينية بدون حماس”، مؤكدًا خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً أن باريس قد تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر الأمم المتحدة في يونيو المقبل.
من جهته، لم يتأخر بنيامين نتنياهو عن دعم موقف ابنه، حيث هاجم ماكرون قائلاً: “الرئيس ماكرون ارتكب خطأً فادحًا”، مشددًا على أن قيام دولة فلسطينية سيكون “تهديدًا وجوديًا” لإسرائيل.
أخبار تهمك
تكافل وكرامة يعلن صرف الدعم النقدي لشهر إبريل بـزيادة 25% لـ 4.7 مليون أسرة
الفنانة دينا زعرب ترسم شهداء فلسطين الذين اغتالهم الاحتلال في معركة السماء
في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الهجوم الإسرائيلي، ووصفت تصريحات نتنياهو وابنه بأنها “مسيئة وغير مبررة”، معتبرة أنها تكشف الوجه الحقيقي لرفض الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين وتُظهر تفضيلها للمواجهة والعنف على الحلول السياسية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب زيارة رسمية قام بها ماكرون إلى مصر استمرت ثلاثة أيام، وشهدت توقيع اتفاقيات تعاون مهمة، إلى جانب زيارته لمدينة العريش القريبة من غزة، حيث التقى بجهات إنسانية وأمنية دعمًا للجهود الدولية الرامية إلى إعادة إعمار القطاع ووقف إطلاق النار.
تصريحات ماكرون وضعت فرنسا في قلب معادلة الشرق الأوسط الملتهبة، وفتحت فصلاً جديدًا من الخلاف الدبلوماسي مع إسرائيل… فهل تتجه باريس بالفعل نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ الأيام المقبلة قد تحمل الجواب.
0 تعليق