وصفة لصناعة التفاؤل.. وطرد الانهزامية والعجز

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. العربي عطاء الله

التفاؤل هو توقع النجاح والفوز في المستقبل القريب والاستبشار به في المستقبل، وأعلى مراتب التفاؤل هو توقع تفريج الكروب ودفع المصائب وزوال النوازل عند وقوعها وتوقع النجاح بعد الفشل، فهو في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة، وطرد أفكار التشاؤم واليأس والانهزامية والعجز، ومن الضروري أن يعيش الإنسان يومه متفائلا حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل.
وديننا الإسلامي جعل التفاؤل مرتبطا بالثقة في الله وتفويض الأمر إليه والرضا بمشيئته والإيمان بقضائه وقدره فهو زاد روحي يطمئن النفس ويسكنها ويمدها بقوة روحية تبعدها عن التشاؤم والقلق والخوف من المستقبل، قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
ويحاول الإنسان أن يستبطئ الرزق ولا يستعجل النجاح، ولا يقلق على المستقبل فكل إنسان لن يخرج من هذه الدنيا حتى يستوفي رزقه وأجله وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه ووصيته لابن عباس: (واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيء لم يضروكَ إلا بشيء قد كتبه اللهُ عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي.
وهذا ما يجعل المؤمن متفائلا حتى في الظروف الصعبة لأنه يتوكل على الله ويثق في عدله، ويطمئن إلى حكمته، وإن ما يصيب العبد مما يضره أو ينفعه في دنياه فكله مقدر عليه، ولا يمكن أن يصيبه ما لم يكتب له ولم يقدر عليه ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعا، وقد دل القرآن الكريم أيضا على مثل هذا في قوله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) التوبة 51، وقوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب) الحديد 22 .
وتجد كثيرا من الناس يشعرون بالكآبة والكدر والغم والحزن الشديد وانكسار النفس والتشاؤم دون سبب مناسب أو لسبب تافه فيفقدون لذة الحياة ويرون أنها خالية من الأمن والسلام لا معنى لها ولا هدف لهم فيها فتثبط عزائمهم ويفقدون اهتمامهم بعملهم وشؤونهم ويشعرون بتفاهتهم، ولكن من المفروض على الإنسان إذا أصيب بمصيبة أن ينظر إلى من هو أسوأ حالا منه ويقول الحمد لله أنا بخير.
فالإنسان المتفائل يأخذ بالأسباب ويحاول أن يجتهد ويثابر في مواجهة الأزمات والمشاكل ويقاوم الصعوبات ويتوقع دائما النجاح والوصول إلى الهدف المنشود الذي يثاب عليه في الدنيا والآخرة، لأنه فوض أمره إلى الله، وعنده ثقة تامة أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
والتفاؤل عمل وجد ومثابرة وليس تواكلا ولا كسلا ولا اعتمادا على الغير، ثم في الأخير تنتظر النجاح والفوز والنصر، وإذا لم يحصل لك ذلك تصاب بالتشاؤم والإحباط واليأس والحزن، إذن فالتغيير يبدأ من أنفسنا والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالخلل في أنفسنا، فلماذا التشاؤم والعلاج بأيدينا، ولنترك باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنا الضيق والحزن وتذكر قول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) الانشراح 5، 6، وقال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) الطلاق 7.
واعلم أخي أنها كلما اشتدت عليك الأمور فإن الفرج قد اقترب، وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).

❚ التفكير الإيجابي

- يستحيل ببساطة أن يؤثر أي إنسان على أي من آرائك أو مشاعرك، أو عواطفك ما لم تسمح له بذلك.
- خذ على نفسك عهداً بأنك لن تسمح لأحد  أن يتحكم في حياتك أو رد فعلك تجاهه، أو تجاه الأحداث التي يفتعلها، أمسك بزمام الأمور.
- اعلم أنك وحدك تختار الطريقة التي تمارس بها حياتك، لا تتطلب هذه الأمور تغيراً جوهرياً في شخصيتك، وإنما تحتاج فقط إلى التزام تام بأن تلقي الماضي وراء ظهرك.
- ينبغي أن نحقق انتصارات صغيرة متوالية إلى أن يأتي يوم ندرك فيه أننا قد فزنا بالحرب.
-مر كل منا بتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، فأحياناً نعتلي القمة، وأحياناً نجد الحياة مجرد شراك نقع فيها.
- إذا لم يكن لديك قيم ومبادئ واضحة محددة  فإنه من السهل أن تسيطر عليك آراء الآخرين الذين يستغلونك لتحقيق أهدافهم، تأكد من وقوفك على أرض صلبة.

❚ همسات

- عند دخول الزوج إلى المنزل لا تبادريه بمشكلات الطفل بل اختاري الوقت المناسب ليكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة.
- الخروج من المنزل فترة وترك الطفل مع الزوج وحدهما يكسب الزوج الثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية ولده.
- ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وطفلك واللهو سويا يضفي جوا من الألفة والمتعة بالإضافة إلى أهميته لإزالة توتر الأب من مسؤولية الجديدة.
- كوني صبورة مع زوجك فمسؤولية الأبناء ليست بالأمر الهين على الأب فلا تسخري منه إذا أخطأ بل اجعلي الأمر يبدو كمزاح لتضحكا عليه سويا.
- لا تجعلي اهتمامك بطفلك ينسيك اهتمامك بزوجك حتى لا تتحول علاقتهما إلى نوع من الغيرة.
- اتركي لزوجك فرصة ليقضي وقتا خاصا به خارج البيت مع أصدقائه أو في ممارسته بعض نشاطاته وهواياته حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره بكفاءة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق