شارك طلاب من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، في النسخة الثانية من قمة «إرثنا» تحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة، الابتكار والمعرفة التقليدية»، حيث عرضوا مشروعات مبتكرة ركزت على الاستدامة وإعادة التدوير.
استضافت «قرية إرثنا» في براحة مشيرب معرضًا مجتمعيًا قدّم خلاله طلاب من مدرسة طارق بن زياد، وأكاديمية قطر – السدرة، وأكاديمية قطر – الوكرة، مشروعات مبتكرة باستخدام مواد معاد تدويرها بهدف تعزيز الوعي البيئي. كما شاركت أكاديميّتي بمبادرة «عسل المدينة التعليمية» التي سلطت الضوء على الدور الحيوي للنحل في النظام البيئي.
وعبّر صالح خالد المنصوري، البالغ من العمر ٨ سنوات، طالب في أكاديميّتي، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، عن سعادته بالمشاركة في قرية إرثنا، قائلًا: «سعيدٌ لأنني شاركت في الفعالية، حيث وضحت للأطفال والزوار أهمية العسل وكيف نستخرجه».
وتابع المنصوري: «في المدرسة، زرنا المنحل، حيث ارتدينا ملابس النَّحال وتعلمنا كيفية استخراج العسل. في البداية كنت خائفًا، لكن بعد ذلك استمتعت كثيرًا. وأنا سعيد لأنني تعلمت ذلك في المدرسة، وأشعر بالفخر لمشاركة ما تعلمته عن النَّحل مع الآخرين».
أما يوسف الخاطر، البالغ من العمر ٩ سنوات، طالب في مدرسة طارق بن زياد، فقد طوّر شغفه بالاستدامة من خلال ابتكار حلول بسيطة، من بينها تصميم عبوة بلاستيكية لتشجيع الناس على اتباع أساليب مستدامة لري النباتات، في خطوة تعكس وعيه بأهمية إعادة استخدام الموارد وتقليل الهدر.
وقال الخاطر: «تعلمت في المدرسة أن الاستدامة تعني الحفاظ على الأشياء وإعادة استخدامها، لأن ذلك يساعدنا على حماية بيئتنا وكوكبنا. كما أدركت أن الأفكار البسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا. أشعر بسعادة كبيرة عندما أصمم مشروعات باستخدام مواد معاد تدويرها، لأنها تتيح لي تطبيق ما أتعلمه في المدرسة بطريقة ممتعة ومفيدة».
من جهتها قالت لولوة البنعلي، والدة الطالب يوسف الخاطر: «منذ أن لاحظت اهتمام طفلي بموضوعات مثل الاستدامة والابتكار، حرصت على تشجيعه للمشاركة في المعارض والمبادرات التي تعزز هذا الشغف».
وتابعت البنعلي: «خلال فترة قصيرة، رأيت تغييرًا كبيرًا في شخصيته؛ أصبح أكثر وعيًا بمسؤوليته تجاه البيئة والمجتمع، وتطورت مهاراته في التواصل والعمل الجماعي، بل وزادت ثقته بنفسه عند عرض أفكاره أمام الآخرين».
وأضافت البنعلي: «أدركت أن التعلم لا يقتصر على الفصول الدراسية فقط، بل إن هذه التجارب العملية تصنع فرقًا حقيقيًا في بناء شخصية الطفل. لذلك، أشجع كل أم على منح أطفالها الفرصة للمشاركة في مثل هذه المبادرات، لأنها تفتح لهم آفاقًا جديدة وتغرس فيهم قيمًا سترافقهم طوال حياتهم».
ومن جانبها، قالت هديل السيد، معلمة البرامج الوطنية في برنامج السنوات الابتدائية بأكاديمية قطر – السدرة، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر:»نحرص في مدارس مؤسسة قطر على غرس مفهوم الاستدامة في طلابنا وتوضيح أهميته في حياتهم اليومية، من خلال توعيتهم بممارسات بسيطة مثل إعادة تدوير الورق والملابس، وتقليل هدر الطعام والماء. فغرس هذا الوعي في سن مبكرة من شأنه أن يجعل الاستدامة سلوكًا أساسيًا في يومهم».
وأضافت هديل: «نحرص دائمًا على تشجيع الطلاب للمشاركة في المبادرات والأنشطة البيئية، مما يدفعهم للبحث عن حلول مبتكرة لإعادة استخدام الموارد وحماية البيئة. هدفنا لا يقتصر على بناء مهاراتهم داخل الفصل، بل نهيئهم لتبني نمط حياة مستدام يستمر معهم مستقبلاً».
وأوضحت هديل أن هذه القيم تُعزز في نفوس الطلاب من منظور بيئي ومجتمعي، مشيرة إلى أن مشاركتهم في الفعاليات الكبرى تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وتنمية مهارات القيادة والتواصل، ليصبحوا قادرين على إيصال أصواتهم والإسهام في بناء مستقبل أكثر وعيًا ومسؤولية.
طلاب مؤسسة قطر يعززون الوعي البيئي في قمة «إرثنا»

0 تعليق