كلما احسسنا أن الكويت والعراق يقتربان، باذلين جهداً غير طبيعي لوضع احداث الماضي المؤلمة في مكانها، او دفنها، إن امكن.
يأتي بعض الجهال والفضوليين ومثيري الفتن وقابضي دراهم السحت، ودولارات الرشوة من اطراف معروفة، ليست كويتية ولا عراقية، واضعين انفسهم في خدمة اطراف معروفة، كراهين لاي تقارب بين البلدين الجارين، فلا جار ولا جوار اخوي وصديق صادق مثل الكويت للعراق.
هناك من يحاول اضرام النار في ساحتي البلدين (الكويت والعراق) مستغلين التداعيات السابقة، وكأنها لا تزال مستعرة. انا هنا اجزم، رغم عدم شطب التاريخ، لكنني على يقين أن غالبية الكويتيين، ومثلهم من العراقيين، قد نسوا او تناسوا ذلك الماضي التعيس، رغم قسوته على النفوس.إن الزيارات الاخوية في المناسبات، كرة قدم، حفلات غنائية، مسرحيات، وزيارت اهل، وزيارات تجارية، وزيارات العتبات المقدسة، كل ذلك وغيرها ما هو الا لان القلوب تطهرت من اردان الماضي التعيس.
وستعود العلاقات اقوى بارادة ابناء الشعبين المخلصين، اصحاب القلوب النظيفة والطاهرة، والقائمة على الخير والمحبة، والعفو عن الماضي رغم اوجاعه.
إلى كل هؤلاء من يحاول عبثاً، ان يحفر تراب الماضي، فلا شك لن يحصل إلا على سواد مثل سواد وجهه الاغبر، الفتنة لن تدوم، وهي بضاعة رابحة للخسيسين والزنادقة، وعبدة المال السحت، إلا أنهم يتاجرون بالخسارة، ولا يحيق المكر السيئ الا باهله، وهؤلاء المفلسون والمرتزقة.
من حين إلى اخر تستغل القنوات الفضائية، التي تسترزق المناسبات، فتأتي بمسترزق ومن المأجورين وعارضي الضمير لكل مشتر.
لكن العقلاء واصحاب الضمائر النظيفة والقلوب الشفافة، لم ولن تهزهم ترهات واكاذيب واستفزازات اولئك، فهم يعلمون جيداً ان هؤلاء مأمورون لخلق الفتن وبث الاكاذيب، وتحريك الخلافات القديمة الى السطح. في الكويت معروفون لدينا، ولدى كل اصحاب النفوس الطاهرة، تلك الفئة التي تعرض نفسها لمن يشتري، وهؤلاء كويتيون، للاسف اسماً، لذلك ليس لهم اي قيمة لدى المسؤولين او المواطنين. على الاخوة العراقيين العقلاء والمثقفين الا يلتفتوا إلى هؤلاء، بينما الحكومة الكويتية عليها الا تسمح لشلة من المأجورين الذين يتحدثون باسم الكويت. من هنا اقول واعيد القول مطلوب تنظيف الاعلام بكل انواعه، كل من يتحدث باسم الكويت بجهل وغير مسؤولية، إذ يبقى الكويتيون والعراقيون اخوة، رغم ما كابدوا من اوجاع، فكل شيء قابل للشفاء، هكذا علمنا التاريخ.
صحافي كويتي
0 تعليق