مساحة للوقت
من الواضح ان الأمور تسير مثل ما تريدها واشنطن، التي قدمت العصا والجزرة لطهران.
اما العصا فهي القاذفات الستراتيجية "بي 52 " بينما الجزرة فهي مائدة سلطنة عمان التي تستضيف المحادثات، المباشرة وغير المباشرة، بين الجانبين حول الملفات المهمة، التي أهمها اتفاقية السلاح النووي والصواريخ الباليستية، والمسيرات.
وهناك مسألة مهمة جدا وهي رفع طهران يدها عن دعم كل اذرعها في الشرق الأوسط بالمال والعتاد والسلاح، والخبرات والتدريب العسكري، مما يشكل خطراً حقيقياً وتهديداً لمنطقة الشرق الأوسط.
فهل هناك تفاؤل بخروج هذه المباحثات بالنتائج الإيجابية المثمرة لكل الملفات المطروحة على الطاولة بين واشنطن وطهران، وتكون مائدة المفاوضات بطعم الحلوى "المسقطية" بالمكسرات والزعفران واللوز، أو قد تخرج من الفرن باصوات أزيز "ألبي ففتي تو"؟
بالطبع طهران ليست بالصيد السهل، وواشنطن كذلك هي ثعلب الحوارات السياسية، والمتعلقة بالستراتيجية!
منها سيكون المخاض السياسي ونتائجه تشكل تحديا خطيراً على الساحة الدولية بالشرق الأوسط، لان واشنطن متأهبة للردع، وطهران مستنفرة لكل الاحتمالات.
ولكن هل تنجح سلطنة عمان، التي تسعى كل أنظار العالم وترصدها هذه الايام، إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً، بنزع فتيل التوتر، والمواجهة بين طهران وواشنطن، الذي ما زال قائماً، فيما هناك انطباع غير متفائل نتيجة تراشق التصريحات النارية بين الجانبين؟
نحن بانتظار ما سينتج عن لقاءات مسقط - لان الامر لن يقتصر على جلسة واحدة- على آمال تحسن الوضع، رغم التصريحات الصادرة من واشنطن، وكذلك التصريحات المعاكسة من طهران، فهل يستمر هذا التفاؤل، وتتحسن الأمور، وتهدأ الأزمات والأوضاع... كلنا بالانتظار والترقب...والله يستر.
كاتب كويتي
0 تعليق